يعيش “المجتمع الإسرائيليّ” منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة حالة عنجهيّة غير مسبوقة، فمن يتابع إعلام العدو يلمس بشكل واضح أنّ كلّ ما يقود من يتحدّثون هناك هو الانتقام والمزيد من الدم، وتوسيع الجرائم وفتح جبهات أخرى بقناعة تامّة أنّه لن يقدر عليهم أحد، وكلّ من يقول لا، سوف يدفع الثمن ألا وهو قتل وتهجير.
((المسؤول السابق في جهاز الشاباك اللواء مائير بن شبات قال إنه حتى تتمكن “إسرائيل” من إتمام مهماتها في غزة بسرعة، فإن الخطوة الأولى الضرورية تتمثل في شدة القتال، ونقل جميع السكان إلى مناطق أخرى في القطاع، لكن “إسرائيل” لم تتمكن من تحقيق جميع أهدافها بعد، فحزب الله لا يزال قادراً على إدامة نمط إطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة إلى العمق الإسرائيلي ومدن الشمال، أمّا في غزة، فتواصل حماس مناوشة قوات “الجيش الإسرائيلي” وهي قادرة على الحفاظ على مكانتها.))
وأفضل مثال للعنجهيّة “الإسرائيلية” هما المطلوبان اللذان صدرت بحقّهما أوامر اعتقال دولية؛ رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الحرب السابق المقال يوآف غالانت، حيث تبارز الاثنان منذ بداية حرب الإبادة على من يهدّد أكثر، ويتفاخر بكونه يريد توسيع دائرة الحرب، ويرتكب عددا أكبر من الجرائم، حتّى بلغ الخلاف بينهم أشدّه، واضطرّ نتنياهو لإقالته بسبب خلافات أهمّها أنّ هناك من تجاوزه في والدمويّة، وحاز شعبيّة كبيرة أصبحت تهدّده.لكن اللواء احتياط في جيش العدو يتسحاق بريك قال ((إن الحرب مستمرة منذ أكثر من سنة من دون أن تظهر نهايتها، وأنه لم تتحقق أي من أهداف الحرب؛ فلم يطلَق سراح الأسرى، ولم تتحقق عودة المستوطنين في الشمال إلى منازلهم، ولم نهزم حماس أو حزب الله، ولم نبعِد إيران عن الذين يدورون في فلكها، والاقتصاد “الإسرائيلي” منهار، والحصانة الاجتماعية داخل “إسرائيل” في وضع من التفكك وعلى شفير حرب أهلية، والعالم يبتعد عنا.))
لقد أنهى اللواء يوآف غالانت مهمّته “العسكريّة” متوّجًا كأبرز أبطال حرب الإبادة الجماعيّة الّتي شهدها العهد الحديث، ليأتي بعده يسرائيل كاتس، الّذي سيناط به مهمّات سياسيّة أبرزها تثبيت ركائز الاحتلال المتجدّد وإعادة “الحكم العسكريّ” وتهيئة الأرضيّة لتجديد الاستيطان، وما الاستعجال في التوصّل إلى تسوية في لبنان سوى أن المطالب “الإسرائيليّة” تتخطّى الواقع الميدانيّ القائم على الأرض، خاصّة أنّ قوّات العدو ما زالت تراوح مكانها على الحافّة الأماميّة وهي عاجزة اختراق دفاعات حزب اللّه، كما أنّ صواريخ المقاومة اللبنانيّة ما زالت تضرب عمق تلّ أبيب.
إذا “إسرائيل” تغرق في المستنقع وهذا ما دفع اللواء احتياط في جيش العدو يسرائيل زيف إلى القول: (( لقد بقينا في غزة ولبنان أعواماً طويلة، ولم نتمكن من القضاء على آخر المسلحين هناك، تماماً مثلما هي الحال في عملياتنا الممتدة منذ عقود في الضفة الغربية، ولن يكون الوضع مختلفاً هذه المرة، فعندما تصبح التكلفة أعلى من الإنجاز، عندها يجب إنهاء الجهد العسكري والانتقال إلى تسوية سياسية.. إسرائيل بحاجة الآن إلى إنهاء الحرب، ووقف معاناة الإسرائيليين والحد من هذا النزيف المستمر من دماء أبنائها، ففي غزة، هناك مهمة واحدة حرجة فقط، وهي استعادة الأسرى.))
فاستعجال نتياهو إلى التهدئة على الجبهة الشمالية مردّه الرغبة في العودة إلى صبّ الجهد العسكريّ في قطاع غزة بغية تنفيذ المخطّطات الصهيونية من تهجير واستيطان.
פקיד השב”כ לשעבר, מאיר בן שבת:
כי על מנת ש”ישראל” תוכל לסיים את משימותיה בעזה במהירות, הצעד הראשון הנדרש הוא הגברת הלחימה והעברת כל התושבים לאזורים אחרים בעיר. הרצועה, אך “ישראל” לא הצליחה להשיג את כל מטרותיה עדיין לא הושגו ממשיכה להתכתש עם כוחות “צבא ישראל” ומסוגלת לשמור על מעמדו.
יצחק בריק:
“המלחמה נמשכת כבר יותר משנה מבלי שסיומה נראה, ואף אחת ממטרות המלחמה לא הושגה השבויים, חזרתם של המתנחלים בצפון בתיהם לא הושגו, לא ניצחנו את חמאס או את חיזבאללה, ולא גירשנו את איראן הכלכלה ה”ישראלית” קרסה, החסינות החברתית בתוך “ישראל” נמצאת במצב של התפוררות ועל סף מלחמת אזרחים. , והעולם מתרחק מאיתנו.
ישראל זיו
נשארנו בעזה ובלבנון שנים ארוכות, ולא הצלחנו לחסל את החמושים האחרונים שם, בדיוק כפי שקורה במבצעים ארוכי השנים שלנו בגדה המערבית, והמצב לא יהיה שונה הפעם הופך גבוה יותר מההישג, אז צריך להסתיים המאמץ הצבאי והמעבר להסדר מדיני. ישראל צריכה עכשיו לשים קץ למלחמה, לעצור את הסבל של הישראלים ולהגביל את הדימום המתמשך הזה של הדם של אנשיה. בעזה יש רק משימה קריטית אחת, והיא החלמת האסירים.
ترجمة و تعليق
بلال معروف-سورية