استيقظنا صباحَ يوم أمس على خبرٍ حزينٍ و مفجعٍ، وهو خبر استشهادِ رئيس المكتب السياسيِّ لحركةِ المقاومةِ الإسلاميةِ حماس ، السيد إسماعيل هنية _ رحمه الله_ بعد غارة على طهران.
وهذا يأتي بعد قصف إسرائيليٍّ أول الأمس استهدف مبنىً في الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت .
طبعاً هذا عملٌ جبانٌ و إجرامٌ يدخلُ في سجلِّ جرائمِ الحرب الصهيونيةِ كما يعد انتهاكاً للقانونِ الدوليِّ فالاغتيالُ طالَ رئيسَ حركة، أي مدني و ليس عسكري، وفي نفس الوقت هو انتهاكٌ لسيادة الدولة الإيرانية ، وهذا ليس غريباً على الكيانِ الذي قصفَ عدةَ مدنٍ عربيةٍ مثلَ تونس و دمشق وحلب والحديدة وبغداد وبيروت وغيرها…
إنَّ الكيانَ الصهيونيَّ و بفتحه النار على عديدِ الجبهات فقد أثبت أنه يخوض حربه الوجودية مع محور المقاومة و أنه قرر أن يبدأَ برمي بأوراقه جميعها ، فسوف تذيقه المقاومة أصنافَ الذل قبل احتضاره و زواله .
هذا العملُ الغبيُّ يذكِّرنا بالسنوات الأخيرة لألمانيا النازيَّة التي أمضت على حكم إعدامِها بغزوها الاتحادَ السوفييتيَّ .
الآن يشعر كل واحد منا بالهزيمة ، لقد فقدنا شخصيةً كبيرةً وعقلاً مدبراً، ومع ذلك، فإن هذا ليس سوى منعرجٍ صعبٍ في قصة تحرير فلسطين.
سابقاً قتلوا عز الدين القسام، و عبدالقادر الحسيني وغسان كنفاني، وكمال ناصر، وأبو جهاد، وفتحي الشقاقي، وعبد العزيز الرنتيسي و أبو علي مصطفى ووديع حداد وعماد مغنية و الأمير الأحمر و راغب حرب و عباس الموسوي ويحيى عياش و الشيخ أحمد ياسين و الزواري و محمود المبحوح و صالح العاروري ،فماذا جنَوا من ذلك ؟ لم يحصلوا سوى على مزيد من المقاومة تقرِّبُ أجلَهم أكثرَ فأكثر .
والآن، بعد أن غادرَنا هنية إلى السماء، سيحلُّ محلَّه عشرةٌ آخرون، لا تنسوا أبداً أنَّ هذه معركة نصرٍ أو استشهادٍ، لا تنسوا أبداً أنَّ الشهيدَ ليسَ ميتاً، بل هو حيٌّ عند ربه، يرزقه الله، الحمد لله أنَّ بطلَنا حقق أعظمَ أمنياته.
رحمةٌ واسعةٌ على روحه
نذير محمد_ 🇹🇳 تونس