القائد المقاوم الكبير الشهيد فؤاد شكر احد أركان تلك القبضة المؤسسة، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وقد أعدوا وجهزوا ودربوا وتخرج من مدرستهم قادة منهم من قضى ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وهذه هي المسيرة التي تشق طريقها نحو النصر، رغم عجز البعض عن التمييز بين مشاعر الحزن والغضب لفقد القادة، ومشاعر الاحباط التي يريد الاحتلال اشاعتها ويسهم فيها البعض دون نية سيئة بل من موقع التباهي بالتميز والتذاكي، بتجاهل حقائق عشرة شهور من امساك المقاومة بدفة الحرب على كل الجبهات، فيطرح الأسئلة حول صوابية ادارة المقاومة للحرب، ولهؤلاء نقول مهلا سوف ننتظر أياما ونسأل هل تمت السيطرة على غزة وتوقفت خسائر الاحتلال فيها واستعاد جيشه زمام المبادرة، وهل عاد الأسرى من غزة وهل عاد المستوطنون إلى شمال فلسطين المحتلة، وهل عادت السفن الذاهبة الى موانئ الاحتلال الى العبور من البحر الأحمر، وهل عاد ميناء أم الرشراش (ايلات) للعمل، هذا إن لم يكن السؤال عن حال الأمن في مدن الاحتلال و حال الكهرباء أو مصير منصات النفط والغاز وخزانات الأمونيا؟ هذه المقاومة صبر وبصيرة، فقليل من الصبر وقليل من التبصر.
المقاومة تقيم حسابا كبيرا للتفوق الأخلاقي ومشروعية الخطوات الكبرى في الحرب بعيون شعبها، وعيون الشعوب التي تساند اليوم فلسطين وحقها و تقف الى جانب مظلومية شعبها، وهذا هو مفهوم الربح بالنقاط الذي صار اسمه قواعد الاشتباك، التي لم تكن موضع رضى عند الاحتلال بل فرضت عليه فرضا، وحققت عبرها المقاومة انجازات هائلة خلال الشهور العشرة من الحرب، وهو يأتي اليوم لكسرها فيضطر لحمل مسؤولية التصعيد بعمليات قتل وهي خطوات لا يمكن أن تلقى تأييدا علنيا من أحد، ويمنح المقاومة مشروعية الرد الذي لا يمكن لأحد ان يعتبره سعيا للتصعيد، والمقاومة ذاهبة للرد بقواعد جديدة للحرب سوف يعجز الاحتلال عن كسرها بعمليات مشابهة وهذا معنى الكلمة الفصل للميدان، ومرة أخرى قليل من الصبر وقليل من التبصر.
ناصر قنديل