أكد رئيس شعبة الاستخبارات “الإسرائيلية” السابق يسرائيل زيف على ضرورة توقيع اتفاق ينهي الحرب في لبنان دون إصرار على بنوده.

وقال زيف الضابط المتقاعد في جيش العدو الإرهابي برتبة عقيد والذي شغل منصب ضابط المشاة والمظلي الرئيسي، بالإضافة إلى قائد فرقة غزة ورئيس فرقة العمليات في مقال نشره على موقع “القناة 12” التابعة لإعلام العدو اليوم الأحد: “لسوء الحظ لا يشعر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالحاجة للخروج للجمهور وشرح إلى أين نحن ذاهبون بعد 14 شهرا من الحرب”.

وصرح بأن عدد الجرحى والمصابين الذين يفقدهم الجيش الصهيوني كل شهر في القتال يدعو للقلق”.وذكر في مقاله أن رئيس الأركان هو الوحيد الذي بقي في موقع يفهم فيه معنى استمرار الحرب وهو الذي يتوقع منه الجمهور الوقوف إلى جانب الحق ومنع الإسراف ذي التكاليف الباهظة، مشيرا إلى أنه ألحق الضرر بالفعل بكل الإنجازات وفرض ثمنا قاسيا من الجنود والرهائن.

ويتابع بالقول: “عندما تقارن الاستنزاف الكبير والتكلفة الباهظة للضحايا مع التخفيض الزاحف للإنجازات في وضع وزير دفاع يفتقر إلى السلطة المهنية وفهم الوضع ويفتقر إلى العمود الفقري للوقوف في وجه الحكومة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هل يفهم رئيس الأركان اللواء هاليفي أن مسؤوليته الآن هي الوقوف في وجه المستوى السياسي بحزم حول ضرورة إنهاء الحرب، والوقوف بلا خوف والإصرار على تحقيق أهداف الحرب وفي المقام الأول عودة المختطفين؟”.

ويردف قائلا: “هل رئيس الأركان الذي عمل خلال الحرب يفعل كل شيء لإنهاء القتال وإعادة الأسرى في الوقت الذي يعاني فيه الجيش من حالة سيئة للغاية بينما جنوده ونساؤه محتجزون منذ 14 شهرا؟”.

وأوضح أنه إذا استمر الجيش بعد 14 شهرا من القتال، في القيام بمهام تكتيكية فقط تتمثل في قصف المسلحين وقتلهم، فستكون هناك مشكلة خطيرة تتعلق بالانفصال عن الواقع.ومع كل الإنجازات المهمة يبدو أن الجيش يدفن رأسه في الرمال ولا يصر على اتخاذ القرارات الحقيقية المطلوبة الآن.وشدد في مقاله على أن مطاردة بقية المسلحين هو آخر ما يجب فعله، ففي هذه الحرب هناك مشاكل أكثر تعقيدا وأهمية يجب التعامل معها مثل كيفية إنهاء الحرب وأيدينا هي الطولى وقبل أن تمحو الإطالة المنجزات.

وذكر أنه من الضروري منع التآكل والتخطيط لاستراتيجية جديدة تماما بعد إنجازات الحرب، مبينا أن الإصرار على توسيع العملية التكتيكية يبدو أكثر فأكثر وكأنه طريق هروب، أو على الأقل محاولة لتجنب مواجهة الأسئلة الكبيرة والحرجة في هذا الوقت المتمثل في نهاية الحرب والانتعاش المطلوب للقوات “الإسرائيلية”.وبين أن تكرار شعار “النصر المطلق” الفارغ وتقديمه كاستراتيجية هو في الأساس تلاعب مناهض للإستراتيجية، مشيرا إلى أن محاولة “لصق” عرض تقديمي للاستراتيجية في الماضي هي ديماغوجية لا أساس لها من الأساس، حيث يجب تحديد الاستراتيجية مسبقا ويجب أن تكون مخططا لمسار العمل بما في ذلك التحركات التنفيذية والتكتيكية وهذه عقيدة واضحة وليست شعارا سياسيا لإعادة بناء الواقع بأثر رجعي، والذي كان في معظمه تجربة وخطأ رغم النجاحات.وأفاد بأن الاستراتيجية حددت أهدافا محددة وقابلة للتحقيق وقابلة للقياس وتتضمن مراحل وسقفا زمنيا وخطة تكتيكية يمكن من خلالها إجراء تغيير أثناء التنفيذ، وفحص ما إذا كانت الإستراتيجية نفسها نجحت أم فشلت، والأهم من ذلك أنه يجب أن يكون مكتوبا وليس كلاما.وأكد أن الاستراتيجية التي يحاولون إخبارنا عنها هي أنها مكتوبة لتبرير غيابها ولتبرير حرية العمل الكاملة والخطرة لرئيس الوزراء في إدارة الحرب حسب رغبته، وهي ضرورة تفسر أيضا إقالة غالانت.وفي غياب استراتيجية محددة يستخدم جيش الدفاع “الإسرائيلي” حرية العمل لمواصلة عملياته التكتيكية وضرب المزيد والمزيد من المسلحين في غزة ولبنان، وعلى الرغم من أن قتل المسلحين أمر جيد، إلا أنه ليس هناك أي احتمال بنهاية هذا الهدف على الإطلاق، لأننا كنا موجودين بالفعل في غزة ولبنان منذ سنوات ولم نتمكن من القضاء على آخر عنصر تماما مثل عمليتنا المستمرة منذ عقود في الضفة، ولن تكون هذه المرة مختلفة، وفق كاتب المقال.

وشدد على أن حكمة القيادة ومسؤوليتها هي أن تقرر متى يكون ذلك كافيا حيث من الضروري الانتهاء من الجهد العسكري والانتقال إلى التسوية السياسية التي تتطلب حكومة متجانسة تماما مصلحتها هي عكس الحاجة الوطنية لحرب فعالة، ملوثة بالمصالح السياسية.ويمضي العقيد السابق قائلا: “لسوء الحظ لا يشعر رئيس الوزراء بالحاجة حتى بعد 14 شهرا من الحرب، إلى الخروج إلى الجمهور وشرح أين نحن ذاهبون بحق الجحيم..