اغتسلي يا دمشق بلوني‏ ..
ليولد في الزمن العربي نهار‏ !
أحاصركم ، قاتلا أو قتيل‏ ..
و أسألكم ، شاهدا أو شهيد‏ ..
متى تفرجون عن النهر‏ ؟! حتى أعود إلى الماء . . أزرق‏ .. أخضر.. أحمر‏.. أصفر أو أي لون يحدده النهر‏ ..

إنّي خرجت من الصيف و السيف‏ ..
إّني خرجت من المهد و اللحد‏ ..
نامت خيولي على شجر الذكريات‏ ..
و نمت على وتر المعجزات‏ !
ارتدتني يداك نشيدا إذا أنزلوه على جبل‏
كان سورة «ينتصرون» !

دمشق..‏
ارتدتني يداكِ .. دمشق ارتديت يديك‏ِ !
كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر‏ ..
نادى و حركني‏ ..
ثم نادى و فجرني‏ ..
ثم نادى و قطرّني كالرخام المذاب ..
ونادى فانفجرت..‏
دفاعاً عن السر و الصخر‏ . .

كوني دمشق‏
فلا يعبرون !‏

محمود درويش