سأفتتحُ مقالي هذا ببيتِ شعرٍ للشافعيّ:

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها …

فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ

فلا يخفى على الجميعِ أنَّ شدّةَ الأمرِ وذروتَهُ يليها حتماً الانفراجُ والسعةُ و الهدوءُ.فلو نظرْنا إلى واقعِنا اليومَ سنرى أنَّ الحربَ قد وصلَت ذروتَها في الشدَّةِ من خلالِ استخدامِ القوةِ المفرطةِ ومن خلالِ المجازرِ وتكرارِ استخدامِ القوةِ الغاشمةِ مع العلمِ بعدمِ جدواها استراتيجياً ولكنَّها جاءت بمثابةِ الضرورةِ وعدمِ القدرةِ على ابتلاعِ الحدثِ، تماماً مثلَ غليانِ الحممِ البركانيَّةِ في باطنِ الأرضِ التي تدفعُ تلك الطاقةَ حتماً إلى الخروجِ من أعلى نقطةٍ لتخفّفَ ذلك الغليانَ الداخليَّ . وبعد مشاهدةِ ما حدثَ في مجدلِ شمس في الجولانِ السوريِّ المحتلِّ حتماً سنرى بأنَّ الحدثَ لا يشكِّلُ للعدوِّ سوى رافدٍ إضافيٍّ لتفريغِ تلك الطاقةِ والتي فشلَ في توظيفِها لإشعالِ بركانٍ آخر ، و المستهدفُ الوحيدُ به هو البيئةُ العربيةُ التي لا يراها إلا عدوّاً حتى وإن كانت جغرافياً تحتَ سطوتِه وسيطرتِه. فنرى بأنَّ العدوَّ قد استنفذَ كلَّ طاقتِه ولعبَ في الدقائقِ الإضافيَّةِ لإحرازِ أيِّ تقدُّمٍ ولو بصورةِ هدفٍ أو لمحاولةِ التمديدِ لضرباتِ ترجيحٍ، فكان الفشلَ حليفُه كما سيكون دوماً، ولا عزاءَ له ولأمجادِه الزائفةِ.

سيبقى سلامُ القدسِ يُظلُّ بظلالِه لنا وعلينا ما دمنا يداً بيدٍ ولو بعد حين.

صلاح الدين حلس_ 🇰🇼 الكويت