سأل قائد في ثورة التحرير: “لماذا كل هذا العداء تجاه إيران؟”
بعد 40 عامًا من الإبداع التقني، أعلنت إيران عن إنجازاتها التي أكملت الدورة الشاملة فيما يتعلق باختراق الثلاثمائة كيلومتر، وهوإنجاز كبير لأي مشروع في مجال الفضاء. وهذا يعكس إرادة سياسية كبيرة، ومدى تطور الثروة البشرية والعلمية في الجمهوريةالإسلامية.إيران تصنع الأقمار الصناعية والمنصات اللازمة لإطلاقها في مدارات الفضاء. وهذا بالرغم من جميع إجراءات الحظر والعقوبات والحصارات الدولية القاسية التي فرضت عليها، والتي منعتها من استيراد المواد اللازمة للتقدم في مختلف المجالات، بما في ذلك الحصار الذي يهدف إلى منع العلم والتطور. فمثلاً، يُمنع الطلاب الإيرانيون من الدراسة في جامعات العالم في العديد من المجالات العلمية المتخصصة. ولكن اعتماد إيران على نفسها، وتطوير جامعاتها مثل جامعة طهران وجامعة شريف وجامعة أمير كبير، صنع معجزات في مجالات العلم والتكنولوجيا، مما جعلها تتغلب على جميع هذه التحديات. فقبل الثورة الإيرانية، كانت الجامعات الإيرانيةتستوعب 180,000 طالب في حوالي 100 فرع علمي. ولكن منذ الثورة، تم التركيز على برامج تنمية البنية التحتية لدعم الثروةالبشرية وتقوية الكوادر العلمية. واليوم، تستوعب الجامعات الإيرانية أربعة ملايين طالب فيما يزيد عن ألف فرع في مجالات متنوعة.
بينما ينظر العالم الغربي والعربي المعادي لها إلى الوقود النووي، والتقنيات النووية والصاروخية، على أنها المواد الأساسية التي استطاعت بها الجمهورية الإسلامية تحقيق كل هذه المعجزات، فالحقيقة أن المادة الأساسية هي الوقود التقني، الذي يتمثل بالكادر العلمي من مهندسين ودكاترة، في الوكالة الذرية الإيرانية ووكالة الفضاء الإيرانية. هذا هو الوقود الحقيقي الذي يمد متطلبات الإعجاز العلمي الذي صنعته إيران، من خلال أعمال بحثية وصناعية في مجالات متعددة، منها العسكرية والجيولوجية والفضائية والنووية والطبية، مثل مجال الخلايا الجذعية.بهذه الكوادر، استطاعت الجمهورية تطوير الجزء التحضيري والجزء التجريبي للدورة النووية، خلال الأربعين عامًا الماضية، بعدانتصار واستمرار الثورة الإسلامية. وفي منتصف عام 2024، أعلنت إيران أنها تدخل الآن في الجزء التنفيذي في الخروج إلىالفضاء، وفي البرامج المتعلقة بالتقنيات النووية والطبية، بما في ذلك علاجات السرطانات المستعصية. وبهذا، تدخل الجمهوريةالإسلامية إلى مرحلة الحصاد بعد زراعة دامت أربعة عقود.واكبت هذه الثورة العلمية الثورة الفكرية والسياسية في إيران.
فبينما يسعى الغرب والشرق إلى تشويه صورة الإسلام بناءً على مناظر داعشية وعلى أنه نموذج الرجعية والهمجية، رسمت إيران بثورتها التي دامت وتقدمت وحققت المعجزات نموذجاً للإسلام في قمة الحضارة والعلم والمشاركة السياسية الشعبية. فصنعت لنفسها برنامجًا وطنيًا متكاملاً تتقدم وتشارك به حلفاءها. هذا النموذج يتناقض مع النموذجين اللذين وضعتهما الصهيونية العالمية للإسلام: النموذج الأول هو الهمجي من الوهابية الى الداعشية.والنموذج الثاني – ما يسمى بالديمقراطي المتحضر – هو الذي يتمثل بالخضوع للسيطرة الشاملة، والهيمنة المطلقة للثقافة الغربية في كل المجالات الفكرية والأدبية والعلمية والعسكرية. يتضمن هذا الخضوع منع الدول الاسلامية من تصنيع منتجاتها، والاعتماد على الاستيراد من الغرب بما يسمح لها منه، كما تتحكم الصهيونية العالمية من خلال هذا النموذج بأفكار الشعوب وسياساتهم ومصيرهم.
العداء لإيران هو عداء لهذا النموذج الثالث – والمناقض لهما – من الإسلام.
رندة السكسك_ استراليا 🇦🇺