دمشقُ يا تَوءمَ الإنسانِ

17 10 2024 8:32 صباحًا
أكتوبر 17, 2024

(دمشق)
دمشقُ يا تَوءمَ الإنسانِ مُذ خُلِقا
فأنتِ رَمشٌ يُباهي الجِفنَ والحُدَقا

وأنتِ جَنَّةُ عَدنٍ غ الورى أبَداً
تَبارَكَ اللهُ تَسبيحاً لِما خَلَقا

المَهدُ أنتِ لذي الأديانِ قاطِبَةً
وَكُلُّ دينٍ أتى قَد كُنتُ مُعتَنِقا

للحَربِ سَيِّدُها ما زالَ مُمتطِياً
لِصَهوَةِ النَّصرِ سَيفُ الشَّامِ مُمتَشِقا

هذي دِمَشقُ إذا قالت فلا نَطَقوا
لِيعلَمَ الجَمعُ أنَّ الحَقَّ قد نَطَقا

فيا دِمَشقُ اثأري للجُرحِ وانتَقِمي
ما عادَ عُربٌ لعَونٍ يُحسِنوا السَّبَقا

فَمِنكِ دَربٌ لبيتِ القُدسِ يَجمَعُنا
إليهِ قَلبي بوصلِ البَيتِ قد خَفَقا

إنَّ الحَضارَةَ ذاتُ العُرفِ أنتِ لها
تاجٌ على رأسِهِ التَّاريخُ إن صَدَقا

حَرَقتُمُ صُوَراً للشَّامِ مِن وَرَقٍ
بِظِنِّكُم أنَّ قَلبَ الشَّامِ قد حُرِقا

وهذهِ قمَّةُ الأعرابِ قد عُقِدَت
مثلَ الذُّبابِِ على الأقذارِ قد سَبَقا

إنَّ الإلهَ لهذا الكونِ حافِظُهُ
لأجلِ فيحاءَ هذا الكونُ قد عُتِقا

فَهيَ المِعادُ ليَومِ الحَشرِ مَوعِدُها
وهيَ النَجاةُ لهذا الكمِّ إن غُرِقا

جنودُنا في الوَرى أدُّوا رِسالَتَهم
وقلبُهم كان بالأسوارِ مُلتَصِقا

يا من وطأتم على الأعناقِ من جِثَثٍ
بكم يَعَودُ لنا الحَقُّ الذي سُرِقا

دمشقُ يا أمَّ كُلِّ النَّاسِ قاطِبَةً
لكِ الوعودُ بأن نهدي لكِ الرُّمَقا

وفي الشَّمالِ لكِ الأصحابُ ما بَخِلوا
بدَكِّ من أحضَرَ الإرهابَ والحُمقَا

في مَيسَلونَ لكِ التََّعظيمُ مَفخَرَةٌ
من قاسيونَ خَطفنا العِزَّ والألَقا

دمشقُ صَبراً فإنَّ اللهَ ناصِرُنا
ومنهُ خوفُ بذي الأعداءِ قد حَدَقا

دمشقُ قولي لهذا النَّصرِ كُن فَيَكُن
والأمرُ مَردودُهُ للحَقِّ ما زُهِقا

#

الشاعر خالد الخطاب
والد الشهيد الوحيد الاول بمحافظة حلب الشهيد قصي
سوريا… حلب