‘الحرب على لبنان’ شباك أقفل في 8 أكتوبر ثم سُدَّ في 10 أكتوبر تماماً
كتبت الفورين أفيرز في 23 يوليو 2024 في مقال عنوانه “حرب إسرائيل القادمة” فيما يخص الحرب على لبنان، مستعينةً بمصادر
منها شهودُ عيان بمكتب رئاسة الكيان، ومنها قادة في جيش الاحتلال، عن تصرفات نتنياهو وجيشه وقيادته عقب الطوفان بساعات
وأيام.
فنقلت أن فرصة نتنياهو للحرب كانت في 8 أكتوبر، عندما حاول وزير حرب الكيان يوآف غالانت دفع نتنياهو للموافقة على عملية
كبيرة ضد حزب الله.
قال أحد القادة في جيش الكيان أنه بالرغم من نشر عشرة آلاف جندي في جبهة الشمال في 8 أكتوبر، إلا أن الجيش لم يكن مستعداً عند بدء الطوفان، وأن حزب الله “لو كانوا سريعين بما فيه الكفاية” لما استطاعت إسرائيل التصدي للعبور إلا بعد أن يصل حزب الله إلى حيفا.
التخبط والمفاجأة التي فجعتهم أدت إلى أخطاء عدة، منها الهرولة إلى جبهة الشمال لكونها أخطر ما يهدد الكيان. وهذا الفزع من حزب الله أدى إلى تجاهل جبهة غزة لساعات طويلة. تجاهلٌ لا مبرر له إلا فقدان السيطرة والزمام والاستخفاف بقدرة
القسام.
ونقلاً عن شهود عيان في مكتب الرئاسة، فإن تصرف نتنياهو إزاء طلب غالانت كان غريباً جداً، ولكنه مبني عن علم بالواقع. لأن رد نتنياهو لطلب غالانت الدخول الى مكتب الرئاسة، بأمر الأمن بمنع الأخير من ذلك، ارتكز على علم نتنياهو يقيناً أن جيشه ليس
أهلاً للحرب مع حزب الله، وأن الضوء الأخضر من واشنطن لم يصدر بعد. وفي الحقيقة لو كان صدر حينها لما كان أخضراً، بل أصفراً، للإشارة أنه ليس بمقدور الكيان مواجهة حزب الله منفرداً، دون دعم حربي عملي من واشنطن.
وبهذا نقول أن شباك الحرب مع حزب الله كان قد أغلق في 8 أكتوبر.
وعندما قال بايدن في يوم 10 أكتوبر “لا تفعله” أي لا تذهب إلى الحرب، لم تكن الكلمات مقتصرة على إيران لأنها موجهة لنتنياهو أيضاً. وأضافت رويترز – نقلاً عن مصادرها – أن نتنياهو يعلم أن الشيفرة في “don’t do it” موجهة له، وأن هذا الخطاب من بايدن كان أصعب ما سمعه نتنياهو وقادته.
وبهذا نضيف هنا أنه في 10 أكتوبر سُدَّ الشباك، فأصبح حائطاً مصمتاً يمكن لنتنياهو أن يخبط رأسه فيه أو يبكي عنده، وأنه أضحى بإمكان غالانت أن يرمي أفكارَه عُرضَ هذا الحائط.
رندة سيكسيك-أستراليا