مثل اليوم قبل سنة وعقد، في ذكرى الـ56 لإقامة الجمهورية في تونس وإلغاء النظام الملكي (البايات)، طال رصاص الغدر المناضل العروبي الناصري التونسي والنائب بالمجلس التأسيسي، الشهيد الحاج محمد البراهمي.
نبذة مختصرة عن الشهيد:
ولد الشهيد في 15 أيار/مايو عام 1955 بمحافظة (ولاية) سيدي بوزيد، وأنهى دراسته الجامعية في مجال المحاسبة عام 1982. بدأ نضاله بالانضمام خلال دراسته الجامعية إلى حركة الطلاب العرب التقدميين الوحدويين، وظل بها حتى أسس هو نفسه حركة الوحدويين الناصريين، التي كانت محظورة وتعمل سرا. اعتقل مرتين في عهد الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، ثم برأته المحكمة مما نسب إليه. كما أنه تعرض لمضايقات في عهد الرئيس الثاني للبلاد، بن علي، بسبب نشاطه المناهض للنظام، وبقي الحال كما هو إلى أن نشبت الانتفاضة التونسية (ثورة الياسمين) في ديسمبر 2010 – يناير 2011، التي ساهمت في الإطاحة بن علي.
أسس بعدها حركة الشعب وتولى أمانتها العامة. كان البراهمي يتمتع بشعبية كبيرة في ولاية سيدي بوزيد، مسقط رأسه، وكانت شعبيته سببا في وصوله إلى المجلس الوطني التأسيسي نائبا عن الولاية.
كان يحمل حركة النهضة (جناح الإخوان في تونس) مسؤولية تدهور الأوضاع في تونس، ويرى أن الحركة سرقت الثورة من شبابها وتريد أن تكون بديلاً عن التجمع (الحزب الحاكم قبل 2011) دون إجراء تغييرات بنيوية وهيكلية. كما ألقى عليها باللائمة سياسياً وأخلاقياً في اغتيال شكري بلعيد، الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين، الذي اغتيل في فبراير/شباط الماضي. لم يكن الشهيد مجرد سياسي تقليدي كالأغلبية الساحقة لزملائه في المجلس، بل كان ابن الشعب، وكان يهدف لتحقيق أهداف الثورة والتي على رأسها تنمية المناطق المهمشة.
لم تقتصر مواقف الراحل على تونس فقط، بل كانت له مواقف على المستوى العربي, فكان الراحل من أشد المناهضين للمؤامرة الكونية بقيادة الولايات المتحدة ضد سوريا، على عكس الأطراف الأخرى آنذاك من كل الاتجاهات السياسية التي كانت داعمة لها تحت مسمى “ثورة ديمقراطية” أو “من أجل إقامة دولة إسلامية في سوريا”، والتي تسببت في موت العديد من الشباب التونسيين للأسف، الذين ذهبوا هناك لقتال المدنيين والعسكريين السوريين.
لم يكن هذا النهج يساعد قوى الثورة المضادة، لأنها كانت تعتبره صوتًا مهددًا لمكانتها، مما جعلها تفكر في أي طريقة للتخلص منه. اُغتيل الشهيد في 25 يوليو/تموز 2013 ظهراً أمام منزله في أريانة بعد أن وُجهت له أربع عشرة طلقة نارية.
نذير محمد=تونس