“المطر غرّقني وصحاني (..) بدنا السلطة تغيثنا على الأقل، إذا ما بدها تقاتل إسرائيل”.. بكلمات متحشرجة، حاول جميل أحمد التعبير عن حجم المأساة التي يعيشها مع عشرات آلاف الأسر شمالي الضفة الغربية ممن هجرهم الاحتلال من بيوتهم وتركتهم السلطة الفلسطينية يواجهون البرد والمطر وحدهم.

منذ نحو عام، يبيت جميل في غرفة مهترئة لا تقي حرًا ولا بردًا عقب تهجيره من مخيم طولكرم بفعل عدوان الاحتلال المتواصل مع غياب أي اهتمام من السلطة وإهمال من المؤسسات المعنية بالإغاثة.

“أنا قاعد في مكان تحت مستوى الدواب (..) حياتنا مأساوية بالصيف والشتاء، النا سنة بنعاني ومش قادرين نعيش”، يقولها جميل وهو يشير إلى سقف من النايلون لا يرد مطرًا ولا يمنع تسرب البرد القارس.

يقول إن أسرته تعيش على أرض طينية تحيط بها البرك ولا تصلهم أي مساعدات رغم مناشداتهم المستمرة.

ويشير أحمد إلى أن على السلطة الفلسطينية أن تجد لهم حلولًا وثغيثهم من الواقع المأساوي الذي باتوا فيه دون أي تدخل أو حتى اهتمام من قياداتها أو مسؤوليها.

خلف هذه القصة مشهد أوسع لأكثر من 40 ألف أسرة نازحة من مخيمات شمال الضفة تعاني من أوضاع إنسانية كارثية بفعل العدوان الإسرائيلي وصمت السلطة وتغييبها لأي خطة إغاثية.

ورغم كل المطالبات إلا أنها لم تلقى آذانا صاغية من السلطة فيما تزداد التحديات مع دخول فصل الشتاء ويجد النازحون أنفسهم محاصرين بين الموت قصفًا أو بالإهمال بلا خريطة نجاة.

الشاهد