عقدت الهيئة الإدارية في تجمع العلماء المسلمين اجتماعها الدوري، وناقشت الأوضاع في لبنان والمنطقة، وصدر عنها البيان التالي:

فيما يستمر توافد المبعوثين الدوليين إلى لبنان تحت عنوان إنهاء حالة القتال الجارية باعتداءٍ من طرف واحد هو العدو الصهيوني.

يستمر هذا العدو بخرقه لاتفاقية وقف إطلاق النار والقرار 1701 ويواصل عدوانه على قرى جبل عامل بسلسلة من الغارات بالطيران الحربي والمسيرات. وبدلاً من أن يقف اللبنانيون كلهم صفاً واحداً بمواجهة هذا العدوان، يقوم أدعياء السيادة بتوجيه خطاب يتطابق مع خطاب العدو الصهيوني الذي ارتكب بحق اللبنانيين أبشع المجازر، وكأن هذا الجزء الكبير من الوطن الذي يتعرض للعدوان ليس جزءاً من لبنان ولا شرطاً من شروط الحصول على سيادته.

إننا في تجمع العلماء المسلمين إذ نرحب بأي مساعدة دولية تحرص على إيقاف العدوان الصهيوني على لبنان، نؤكد أن هذه المساعدة يجب أن لا تكون مشروطة بأي شرط، فقد التزم لبنان جانبه من القرار 1701 ونفذه بكامل مندرجاته، بل زاد عليه أموراً طلبها العدو الصهيوني من خلال الولايات المتحدة الأمريكية، لذا فإن أي مساعدة دولية يجب أن تطلب من العدو الصهيوني تنفيذ ما يجب عليه بحسب الاتفاق والانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية التي كان يحتلها قبل العدوان، والتي احتلها بعد حرب الإسناد وأولي البأس، وإطلاق جميع الأسرى لديه، ووقف الاختراق الجوي والبحري والبري للسيادة الوطنية، وبعد تنفيذ هذه الأمور يمكن طرح أي أمر على بساط البحث، حتى موضوع سلاح المقاومة يمكن طرحه ضمن نقاش وحوار داخلي، يضع استراتيجية وطنية للدفاع يكون سلاح المقاومة جزءاً منها.

من جانب أخر حصلت بالأمس عدة مسيرات مؤيدة لأحمد الشرع بمظاهر استفزازية في أكثر من منطقة من مناطق لبنان، وأطلقت شعارات فتنوية كانت ستؤدي لكارثة لولا التدخل المشكور للجيش اللبناني ومنع الاحتكاك بين المواطنين.

وهنا نؤكد أننا ندعو اللاجئين السوريين الاحترام كونهم ضيوفاً على هذا الوطن وعدم استفزاز أحد كي لا يتحول الأمر إلى فتنة لا يريدها أحد، وليست في مصلحة أحد سوى العدو الصهيوني الذي يجب أن نتفرغ جميعاً لقتاله.إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد اجتماع هيئتنا الإدارية ومناقشتنا للأوضاع المستجدة في لبنان والمنطقة نعلن ما يلي:

أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام العدو الصهيوني بتوسيع اعتداءاته على لبنان بُعيد منتصف الليل، وشن طيرانه الحربي على دفعات، سلسلة من الغارات على منطقة جبل صافي في مرتفعات إقليم التفاح، كما ويستنكر قيام قوة صهيونية معادية بالتوغل في موقع الراهب تجاه تلة شواط عند أطراف بلدة عيتا الشعب، مترافقاً مع تسلل قوة صهيونية إلى وسط بلدة العديسة وتفجيرها لمنزل قرب ساحة البلدية.

ثانياً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين الخطاب الفتنوي لأدعياء السيادة والذي يحمل على المقاومة وسلاحها، بدلاً من أن يتوجه للاعتراض على الاعتداءات الصهيونية المتكررة على جنوب لبنان والبقاع والضاحية الجنوبية، ويعتبر التجمع أن هذا الخطاب الذي يتلاقى مع خطاب العدو الصهيوني هو خطاب فتنوي خياني يجب وضع حد له.

ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين حالة الفوضى التي حصلت بالأمس من خلال التظاهرات التي قام بها سوريون وحملهم لصور أحمد الشرع وهتافهم بشعارات فتنوية، وتنال من شخصيات وطنية وتستفز شارعاً معيناً، ما أدى إلى احتكاكات كادت تؤدي إلى فتنة كبرى لولا التدخل الحاسم والحكيم للجيش اللبناني.

رابعاً: يتوجه تجمع العلماء المسلمين بالتحية لسرايا القدس كتيبة جنين على المقاومة البطولية التي تخوضها في الضفة الغربية ومواجهتها لاقتحامات العدو الصهيوني، خصوصاً ما قامت به إحدى تشكيلاتها القتالية في سرية السيلة الحارثية الذين تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة في مسار التعزيزات العسكرية التي اقتحمت البلدة، محققة إصابة مؤكدة في جيب عسكري. ودعا التجمع إلى تصعيد هذه المواجهات حتى ينسحب الجيش الصهيوني من كامل الضفة الغربية.