الوعي المحافظ يرى كل كائن في حياته طبيعيا. أي يراه قدرا. أما الوعي الثوري، فيرى كل كائن مستهجنا وغير طبيعي وينظر إليه من منظور فنائه وتخطيه.

بالنسبة إلى الأول، يبدو عالم الحواس طبيعيا وموضوعيا وراسخا وثابتا. ويبدو الجوع والحرمان والاضطهاد والظلم والاستغلال والإذلال قدرا طبيعيا. وتبدو السلعة والمال ورأس المال والربح والريع والملكية الخاصة حقائق موضوعية دائمة أبدية وأزلية. وتبدو الحرب والاحتلال والعدوان طبيعة بشرية راسخة لا تستقيم الحياة البشرية من دونها.

أما الوعي الثوري، فيرى أن عالم الحواس هو غطاء ذاتي يخفي وراءه الحقيقة الموضوعية. وينظر إلى السلعة والمال ورأس المال والريع والملكية الخاصة مكونات لنمط إنتاج يمثل مرحلة عابرة من مراحل التاريخ. ويرى أن الحرب والاستغلال والعدوان والاحتلال عناصر همجية تنتمي إلى المرحلة الهمجية من مراحل التاريخ، أي إلى ما أسماه ماركس مرحلة ما قبل تاريخ البشرية. أي ينظر إلى كل موجود من منظور نفيه وتخطيه. جذور هذا الوعي الثوري نجده لدى هيغل. ونجده بنضجه واكتماله لدى ماركس وإنغلز ولينين.

د. هشام غصيب_الأردن