تحت شعار ” العالم ينتصر لفلسطين… وفلسطين تُحرّر العالم” أحيت شبكة كلّنا غزة كلّنا فلسطين اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في دار الندوة في بيروت. تميّزت الفعالية بحضور سياسي وإعلامي وثقافي واسع، وبتكريم شخصيات مناضلة وحقوقية وإعلامية لبنانية وعربية، إضافة إلى تكريم أسماء رحلت وبقي أثرها حاضراً في مسيرة النضال. حمل الاحتفال رسالة محورية: التضامن فعلٌ وموقفٌ والتزامٌ مستمر وليس مناسبة عابرة.

افتُتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ثم دقيقة صمت عن أرواح الشهداء.

وقدّم الإعلامي والنائب السابق ناصر قنديل كلمة افتتاحية شدد فيها على حق الشعوب في المقاومة، مؤكداً شمولية التحركات حول العالم في هذا اليوم دعماً لفلسطين، ومبيّناً دور الشبكة في نشاطات متعددة مثل الإضرابات والفعاليات القانونية والإعلامية. كما أكد أن التكريم يحمل نكهة خاصة لأنه يُمنح لمن كرّسوا وقتهم وجهدهم للقضية.

تنوعت الكلمات بين سياسيين وحقوقيين وإعلاميين ومناضلين، وتقاطعت جميعها حول مجموعة ركائز مشتركة:المقاومة والوعي والثبات، فلسطين معيار الإنسانية،فضية الأسرى ومعركتهم المستمرة،الهويه الانسانيه والثقافيه للمقاومه، ابعاد قانونية وسياسية واستراتيجية.

وسنتناول كلمات الشخصيات المكرمه بالترتيب نبدا مع:

كلمة الدكتور زياد الحافظ:أشار الدكتور الحافظ إلى أنّ معركة الوعي لا تقل أهمية عن المعركة الميدانية، وأن منتدى سيف القدس عمل على مواجهة السرديات المزوّرة التي تُفرض على الرأي العام العربي. واعتبر أن غياب دور المؤسسات العربية الرسمية ترك فراغاً تحاول قوى معادية للقضية ملأه، ما يجعل العمل الثقافي والمعرفي ضرورة استراتيجية. كما أكّد أنّ تكريمه يدخل في إطار تكريم الجهود الجماعية للدفاع عن الحق الفلسطيني.

كلمة الأستاذ حمدين صباحي:تحدث الأستاذ حمدين صباحي عن معادلة التحرير القائمة على المقاومة وشعبها الحاضن، مؤكداً أنّ فلسطين شكّلت عبر التاريخ معياراً لصدقية المواقف. ورأى أنّ الرأي العام العالمي بات أكثر وعياً بطبيعة الاحتلال رغم محاولات طمس الحقيقة. كما انتقد غياب بعض النخب العربية عن واجبها الأخلاقي، مؤكداً أنّ التضامن مع فلسطين هو امتداد لنضال الشعوب من أجل الحرية والكرامة. واعتبر أن التكريم يعكس وحدة الانتماء العربي لفلسطين.

كلمة الاستاذ معن بشور:ركّز بشور على أن فلسطين ستظل قضية مركزية لا يمكن تجاوزها مهما تغيّرت الظروف السياسية. وأكد أنّ مسيرة النضال التي امتدت عقوداً أثمرت وعياً عالمياً يتحدى الروايات المهيمنة. كما توقف عند استهداف شخصيات عالمية مثل جورج غالاوي لمواقفهم المبدئية. وأشار إلى أنّ التضامن مع فلسطين ليس حدثاً احتفالياً، بل فعل يومي يربط الأمة بتاريخها ومستقبلها. واعتبر أن التكريم يثبت استمرار هذا الالتزام.

كلمة الحاج يوسف الزين:أكد الزين أن فلسطين هي المعيار الذي يُقاس به موقف الإنسان من العدالة، وأن ما واجهه الفلسطينيون كشف زيف الدعايات التي تبرّر العدوان. ولفت إلى أنّ معركة “طوفان الأقصى” أعادت القضية إلى مركز المشهد العالمي. كما ركّز على أهمية الوعي والإعلام المقاوم في مواجهة التضليل الدولي. وأكد أن المقاومة اليوم تمتلك قدرة متقدمة على التأثير في الرأي العام. واعتبر أن تكريمه تكريم للمسار المقاوم كله.

كلمة الإعلامي روني الفا:اعتبر روني الفا أن فلسطين لا تحتاج إلى من يتحدث باسمها لأنها بذاتها صوت الحق. وقال إن الاحتلال قد يدمّر البيوت لكنه لا يستطيع إسكات الفكرة أو محو الذاكرة. وشدّد على أن القضية الفلسطينية وحّدت شعوب العالم رغم الاختلافات. كما رأى أن تكريمه مع قناة الميادين هو تكريم للدم الفلسطيني الذي شكّل وجداناً جمعياً عالمياً. وأكد أن الإعلام المقاوم سيبقى رافعة للحق.

كلمة الكبير غالب قنديل باسم الراحل زاهر الخطيب:نوّه غالب قنديل بأن فلسطين شكّلت محور فكر ونضال الراحل زاهر الخطيب، وأنه رأى في النكبة مركز الألم الذي انطلقت منه مسيرة الوعي المقاوم. واعتبر أنّ الخطيب عاش القضية كجزء من هويته السياسية والفكرية. كما أكد أن استحضار ذكراه ليس تكريماً لماضٍ منقطع، بل إقراراً بواجب متابعة الطريق التي أسهم في بنائها. ورأى أن هذا اللقاء يعيد وصل الأجيال بميراث النضال.

كلمة الاستاذ نسيب حطيط عن الراحل أمين حطيط: أوضح نسيب حطيط أنّ الراحل أمين حطيط كان مفكراً استراتيجياً آمن بأن الصراع مع الاحتلال جزء من صراع أشمل على هوية المنطقة. وركّز على دوره في ترسيخ معادلة الجيش والشعب والمقاومة كإطار حماية وطني. كما أكد أنه تعامل مع فلسطين باعتبارها قضية وجودية لا سياسية فقط. واعتبر أن تكريمه يعبّر عن تقدير لسنوات طويلة من الالتزام الفكري والميداني الذي لم يتغيّر رغم الضغوط.

كلمة الدكتور عبد الملك سكرية عن الراحل سماح إدريس: أشار الدكتور سكرية إلى أنّ الراحل سماح إدريس أسّس لحضور فاعل في المعركة الثقافية عبر حملة المقاطعة، ورأى أن مقاومة التطبيع جزء أساسي من النضال. واستشهد بقوله الشهير: “إذا تخلّينا عن فلسطين تخلّينا عن أنفسنا”، مؤكداً تجذّر هذا المبدأ في فكر إدريس. كما استعرض دور الراحل في إتاحة المجال للجيل الجديد ليكون جزءاً من مواجهة الرواية الصهيونية. واعتبر أن تكريمه استمرار لإرثه الثقافي.

فداء عبد الفتاح نقلت رسالة المناضل جورج إبراهيم عبد الله، مؤكدة أن التكريم الحقيقي هو الاستمرار في الطريق الذي بدأه الشهداء والأسرى.

الدكتورة لينا طبّال تحدثت باسم الأسير مروان البرغوثي، مستعرضة ظروف اعتقاله القاسية وحرمانه من حقوقه الأساسية، معلنة إطلاق لجنة قانونية لملاحقة مجرمي الحرب.

فدوى البرغوثي وجّهت تحية من القدس وغزة إلى بيروت، مؤكدة أن التكريم هو لمسيرة نضال تجاوزت السبعين عاماً.

رندلى جبور ربطت دعم فلسطين بالضمير الإنساني وبجوهر الإيمان المسيحي.

علي حايك (المنار) أكد أن فلسطين قبلة نضال القناة وإعلامها.

منار صبّاغ شددت على أن الإعلام الملتزم بالقضية مشروع شهادة وأن الانحياز للحق هو جوهر الرسالة.

ميسم رزق رأت أن الشعب هو الرافعة الأساسية للمقاومة وأن الصراع يتجاوز الجغرافيا.

الدكتور كامل مهنا قدم قراءة تحليلية حول الإبادة الجماعية في غزة، وصمود المقاومة، وارتباط القضية الفلسطينية بموازين القوى الدولية.

غسان ريفي أكد أن هذه الحرب كشفت حقيقة الاحتلال أمام العالم وربطت وجع لبنان بوجع فلسطين.

محمد فرحات شدد على أن تغيير الهوية أو الانحراف عن الموقف المقاوم محاولات فاشلة.

عمر زين أعلن تأسيس مجموعة قانونية عالمية لملاحقة المجرمين الصهاينة وتفعيل العمل الحقوقي.

كلمات للصحفية شرمين، والإعلامية بثينة عليق التي استحضرت دور الشهيد حسن نصر الله وفلسطين في خطابه.

رولا نصر أكدت أن الحق واضح وأن الحياد في قضية فلسطين غير ممكن.

رمزي عبد الخالق أكد بأن بعد هذا الصبر نصر عظيم

رامي الظاهر قدّم دعوة رمزية لتغيير أسماء المستعمرين بأسماء المقاومين.

مايا خوري و شارلوت كيدز و حسن جوني شددوا على أن دعم فلسطين واجب إنساني قبل أن يكون سياسياً.

رسالة صوتية من بشارة مرهج، وكلمة مسجلة لـ ميشال كولون، وأخرى لـ عزيز غالي الذي أكد ضرورة تحديث أدوات التضامن وتوحيد الجبهات.

واختُتم اللقاء بتجديد العهد على مواصلة العمل، وتفعيل أدوات الدعم، وتوسيع دوائر التضامن، وبالتأكيد أن فلسطين كانت وستبقى البوصلة التي تجمع الجميع.

إعداد: فاتنة علي ـ لبنان ـ سوريا الكبرى.

تصوير : زينب دايخ