هو وشعبه المريض سيكولوجيًا ، مستمتع تماماً بقتل الأطفال والنساء والشيوخ في غزة ، ولا يريد لذلك تغييرًا … بل إن شعبيته في شارعه السيكوباثي آخذة بالإزدياد … هذه الشخصية السادية الانغلاقية الكارهة للناس ، والتي رأت في التعالي على بني البشر ، معوّضاً نفسيًا شرطيًا لها لخلق حالة من التوازن والقدرة على البقاء ، هذه الشخصية تمت صياغتها على مدى مئات السنين ، إن لم نقل آلاف السنين … كل شعوب العالم تخرج الى الشوارع رفضاً لممارسات أنظمتها حينما تتجاوز هذه الانظمة الاوليغارشية حدودًا معينةً من الناحية الإنسانية … فتجد الشارع يهبّ عن بكرة أبيه لكبح هذه الأنظمة ، ومنعها من الذهاب بعيداً في سفك دماء الآخرين واضطهاد الشعوب الأخرى مهما صوّرت لهم البروباغاندا الاوليغارشية وشوّهت صورة الشعوب التي تناصب أنظمتهم العداء … في الحرب الفييتنامية ، هبّ الشارع الأمريكي بكل أطيافه لرفض هذه الحرب ، ولإجبار نظامه على وقفها … لم نجد الشعب الأمريكي أبدًا مؤيدًا للجرائم التي ارتكبها سياسيّوه … بل بقي يقاتل في الشارع حتى وضع حدّاً لهذه الحرب … في الحرب التي شنّها نظام بوش الإبن ضد العراق ، خرج الشعب الأمريكي والشعب البريطاني يقاتلان بشراسة ما يرتكبه نظام بوش وبلير ضد الشعب العراقي … واستمرت المظاهرات حتى أجبر النظامين الأوليغارشيين على التخلي عن خططهما للاستمرار في احتلال العراق … إلّا هذه الكينونة الإجرامية والتي لا تكنّ في داخلها أي بعد إنساني … فهي تزيد من تأييدها لهذا القاتل وكابينه كلما زادوا من بطشهم وقتلهم للمدنيين الذين كفلت كل الحروب عبر التاريخ عدم المساس بهم ، والامتناع عن إيذائهم ، واقتصار القتال في حالات الصراع على الجيوش المتقاتلة… لذلك فإن من الضروري والحتمي السيطرة على بعضٍ من قطعانهم ، ليس للتنكيل بهم ، وهم يستحقون ذلك ، ولكن لإجبار هذا العدو المارق على التخلي عن سياسة قتل المدنيين كتكتيك عسكري …والمسألة ليست مستجدة ، هي في صميم عقيدتهم وطريقتهم بالتفكير … لقد أجاب أحد إرهابييهم وهو مناحيم بيغن عن مجزرة دير ياسين خلال مرحلة إنشاء الكيان قائلًا … لولا مجزرة دير ياسين لما قامت “إسرائيل “… هكذا هم ، وهكذا سيبقون ، ولن يؤمن شرّهم إلّا باستئصالهم .
سميح التايه