بيان نعي مناضل تاريخي
🔴الجبهة الشعبية تنعي رفيقها المناضل التاريخي علي سالم يونس (أبو وديع) أحد أبرز القيادات الفلسطينية في أوروبا
تنعي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، باسم أمينها العام ونائبه وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وعموم كوادرها وأعضائها وأنصارها في الوطن والشتات، أحد مناضليها التاريخيين، الرفيق علي سالم يونس، المعروف بعلي أبو سمرة “أبو وديع”، وأحد أبرز القيادات الفلسطينية الناشطة في أوروبا، من مواليد عرب السبع/غزة عام 1955، والذي غادرنا في مدينة كوبنهاغن بالدنمارك بعد مسيرة طويلة حافلة بالنضال والمعاناة والعطاء.
تلقّت الجبهة وعموم رفاقه نبأ وفاته في الساعات الأولى من صباح اليوم ببالغ الحزن والأسى، مودّعين رفيقاً شكّل حضوره الوطني والجبهاوي والإنساني علامة فارقة في كل محطة مرّ بها. وتؤكد الجبهة أن رحيله ترك أثراً عميقاً في نفوس رفاقه وأصدقائه وكل من عرفه عن قرب.
انتمى الرفيق أبو سمرة إلى صفوف الجبهة في الكويت، وحمل راية الالتزام الوطني مبكراً. ومع اجتياح الجنوب اللبناني عام 1978 تطوّع للعمل الكفاحي، مشاركاً في الدفاع عن شعبه وقضيته. وعمل في القسم السينمائي لمجلة الهدف، وأسهم في توثيق التجربة النضالية ونقل الصورة الحقيقية عن معاناة شعبه وآماله.
ظل من المدافعين الصلبين عن الثورة الفلسطينية ومخيمات شعبنا في لبنان حتى عام 1982، مجسّداً نموذج المناضل الذي يجمع بين الوعي الثقافي والالتزام الكفاحي. وبعد خروج الثورة من بيروت، انتقل إلى الدنمارك بحثاً عن مورد للعيش، لكنه لم يغادر موقعه الوطني أبداً؛ بقي منتمياً للجبهة، ملتحماً بقضايا شعبه، ومبادِراً إلى قيادة نشاطات التضامن في أوروبا.
في الدنمارك كان واحداً من أبرز الوجوه الفلسطينية الناشطة في الجاليات الفلسطينية والعربية، ونسج علاقات واسعة مع الأحزاب الأممية الداعمة للنضال الفلسطيني، ولعب دوراً مؤثراً في حملات التضامن، خصوصاً خلال الحروب الصهيونية على غزة والاعتداءات المستمرة على شعبنا. وبقي الرفيق الراحل أبو وديع صوتاً ثابتاً للحق، وصاحب حضور محبَّب أينما حلّ.
جمع الرفيق الراحل في شخصه تواضع المناضلين وصلابتهم، وحمل روحاً عميقة وأصيلة متجذرة في تراب فلسطين وقيمها. غاب الجسد، لكن سيرته ستظل راسخة في ذاكرة النضال الفلسطيني، وشاهدة على مسيرة لا تنطفئ، وإحدى تلك الحكايات التي ستُروى جيلاً بعد جيل.
إننا في الجبهة الشعبية، ونحن نتقدم بأحرّ التعازي لرفاق دربه وأصدقائه وعائلته الكريمة، ولجميع من عرفوه محبّاً ومخلصاً ومؤمناً بعدالة قضيته، نعاهده على أن تبقى القيم التي حملها والمبادئ التي ناضل من أجلها حيّة في فعلنا اليومي ومواقفنا الثابتة، وأن يستمر حضوره في مسيرتنا ما دامت فلسطين تنشد حرّيتها وكرامة شعبها.
المجد والخلود لروحه الطاهرة
وإننا حتماً لمنتصرون
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
19نوفمبر/تشرين ثاني 2025
