استراتيجيةُ العدو ودروس مستفادة بما جرى على المحور (1)

محمود وجيه الدين- كاتب يمني

بادئ ذي بدءٍ، كان أوجهُ التشابُه ما حصل في لبنان وإيران ولاسيِّما اليمن بخصوصِ استشهاد القيادات حين اغتالتُهم “إسرائيل” على التالي:

1- كان أسلوب العدو في كلِّ الساحات حسبَ التجربة، يُمارس الأساليب بنفسِ الوسائل المُستخدمة كعملاء الموساد الذين يعملون بالظلِّ ناهيك عن عاملِ التفوُّق التكنولوجي التقنيِّ. لديه
2- إنَّ العدوَّ لا يضع عمليّات الاِغتيال عن طريق العشوائيِّة،بل يَستقرئُ استقرائًا ويَخرِج بنتيجةٍ شاملةٍ، وهي تشجيرٌ هيكلي لهرم القيادات، وجاء ذلك عن تقسيمٍ وتصنيفٍ. ويتضّح ذلك بما كان ينشره العدو عن صورٍ لهياكل القيادة الجهادية في حزب الله وحماس.
3- وضع البدائل للقيادات التي اُستشهدت وسدِّ الفراغ الشاغر بسرعة؛ فلو بقى الفراغ يعني ذلك أنَّ هدفَ استراتيجيّة العدو بالعملية المعيّنة قد تحققّت بنجاح.
4- إدراك جمهور المحور أنَّ عمليات الردّ كانت كبيرةً أو صغيرة تظل تحت دائرة الرمزيّة ولايمكن أن تكون بحجم الشخص الذي اُغتيل، فالسبيل الوحيد الحالي لكسر إستراتيجية العدو هو البقاء على المبادئ والأهداف والغايات.
5- وهي النقطةُ الأخيرة، مَن كان يُنظِّر تنظيرًا كبريائيًّا نشازًا، حيث أنَّه فوقَ قدرةُ العدو ولايُمكن يجري عليه ما جرى على الحلفاء ولايمكن أن يكون موقفه مثل موقف الحلفاء، وكان يتعجّب مما حصل في لبنان وإيران ويقول نتيجة تفريط أو ليس لديهم تمكين إلهي كما اليمن، تبيّن بالأخير أنَّ اليمنَ توأم الحلفاء ومواقفهم وردّة أفعالهم بهذا الجانب وأنَّ مكرَ وطغيان العدو في كلِّ ساح هو السبب، وليس ما أُدَّعي بالتنظير.

انتظرونا إن شاء الله بالأجزاء الأخرى، لتكتمل السلسلة.