الذكرى السنوية لتفجير مقر المارينز في بيروت 23/10/1983، المُخطّط والآمر والمُنفّذ مع إخوانه المجاهدين الحاج عماد مغنية قرَّر في يوم من الأيام أن يطردَ المارينز من لبنان، قرابة 300 عسكري قتيل ومئات الجرحى ونسف المبنى بأكمله، يوم من أيام الله.

دوى في العاصمة اللبنانية بيروت صوت تفجير كان قويا إلى درجة أن الـ”أف. بي. أي” الأمريكي وصفه بعبارة The largest non-nuclear bomb in history في العام الذي حدث فيه، أي أقوى تفجير غير نووي بالتاريخ، حيث أن دويه الذي أيقظ العاصمة اللبنانية باكرا من نومها، تردد صداه في العاصمتين الأمريكية والفرنسية، وفي تل أبيب.

بدأ كل شيء في السادسة و22 دقيقة من صباح الأحد 23 تشرين الأول/أكتوبر 1983 وانتهى للأميركيين بكارثة: القتلى كانوا 220 من المارينز و18 من البحارة و3 جنود، وجميعهم سقطوا بدقائق، ومعهم قضى بعدها في المستشفيات 13 آخرين، ممن كانت حالتهم حرجة ضمن 128 أصابتهم جراح متنوعة، طبقا لأرشيفات أمريكية متنوعة عن التفجير.

كُتب في التقارير الرسمية أن شاحنة ميرسيدس توجهت إلى مقر “المارينز” المجاور لثكنة عسكرية لمطار بيروت، حيث كان الأمريكيون يحتلون الثكنة العسكرية، وكانت من 4 طوابق يقيم فيها 300 من مشاة البحرية البالغ عددهم في العاصمة اللبنانية ذلك الوقت 1600 عنصرا، شكلوا مع نظرائهم من بريطانيا وفرنسا قوة عسكرية تمركزت في بيروت بعد الغزو الإسرائيلي عام 1982 للبنان.وعندما اقتربت الشاحنة المفخخة من مدخل الثكنة، اتجه سائقها نحو موقف السيارات، وكانت شاحنته الصفراء محملة بما قوته التفجيرية أكثر من 6 أطنان “تي. أن. تي” أحدث انفجارها دويا كان أقوى ما سمعه لبنان.

وبالتزامن مع تلك العملية، دمرت عملية استشهادية أخرى بشاحنة متفجرات أيضا مبنى مجاورا، كان مقرا لقيادة كتيبة المظليين الفرنسية العاملة هي والمارينز الأميركيين في إطار قوات متعددة الجنسية في لبنان، فسقط في التفجير 58 جنديا فرنسيا على الأقل وفق الإعترافات الرسمية.

وقام الرئيس الفرنسي آنذاك، فرانسوا ميتران، بزيارة غير رسمية إلى بيروت في اليوم التالي، وأمضى في موقع الانفجار الفرنسي بضع ساعات، ثم قال: “إننا سنبقى هنا” ومثله قام جورج بوش الأب، وكان نائبا للرئيس الأميركي رونالد ريغان آنذاك، بزيارة موقع تفجير قوات “المارينز” بعد 3 أيام من العملية الاستشهادية، فيما تسائل ريغان: “إذا انسحبنا من لبنان، ماذا سيكون مصير إسرائيل؟”

ساعات مرت على تصريحه، وصدر عن حركة الجهاد الإسلامية تبنت فيه العمليتين الإستشهاديتين في رسالة لإنسحاب جميع قوات الإحتلال من العاصمة اللبنانية. وبالفعل أدت التفجيرات لانسحاب القوات المتعددة الجنسية في بداية 1984 من لبنان، بعد أن بقيت فيه 18 شهرا.