من المتعارف عليه وفقا للمفاهيم والمبادئ الوطنية التي ولدت من رحمها كل حركات التحرر بالعالم، أن التلاقي مع العدو في آراء وأفكار تخدم مشروعه أو دعايته تعتبر خيانة.
من الممكن بحالات ضيقة جدا الاتفاق مع العدو في أمور عامة لا علاقة لها بالصراع، لكن حين يكون الاتفاق جزءًا من رواية العدو أو مبرراً لعدوانه، فأنت عملياً دخلت في دائرة الخيانة الوطنية…

وإذا كنت شخصاً يتبنى سردية الاحتلال بتحميل المقاومة مسؤولية الدمار والشهداء والجرحى والأسرى، وإذا كنت تُشيطن كل مقاومٍ وترفع من شأن كل خائنٍ، فأنت عميل!

إذا كنت تلعن المقاومة الرافضة للهيمنة الصهيوأمريكية ليلاً نهاراً بحجة أنك شخص “موضوعي”، وحقيقة الأمر أن المقاومة عكّرت على رئتيك ما أدمنتَ استنشاقه من النسيم الصهيوأمريكي، فأنت أيضاً عميل!

إذا كنت تتمنى على الملأ أو بينك وبين نفسك أن تهزم المقاومة كونك مشبوه،أو على الأقل لكي تثبت نظرياتك الانبطاحية التي ملأت الشاشات ومواقع التواصل، فهنا تكون أمنياتك كأمنيات الصهيوني، فبالتأكيد أنت خائن وعميل!

إذا كنت تنتمي إلى ميليشيا أو إلى جهاز أمني ما يطلق النار على المقاومين ويعتقلهم ويشيطنهم ويحاربهم، فأنت هنا ابن 66 عميلاً.

إذا كنت تتبنى خطاباً طائفياً مقيتاً يمزق الأوطان ويجعلها لقمة سائغة في فم الأعداء، فأنت حقًا عميل.

إذا كنت تكرس كل طاقتك على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها لتثبت لأتباعك من صغار الحمقى والعملاء أنه يتحتم على المقاومة تسليم سلاحها، كما يتمنى العدو الذي يسعى لتحقيق مشروعه التوسعي “إسرائيل الكبرى“، فكم أنت عميل!

أما إذا وصل بك الحد لتشتم الشهداء القادة وشهداء المقاومة عموماً، فأنت هنا لست مجرد عميل، أنت أيضاً: …………….!!!

وأما أنتم يا أشرف الناس”اغفروا لي حزني وخمري وغضبي وكلماتي القاسية بعضكم سيقول بذيئة لا بأس، أروني موقفا أكثر بذاءةً مما نحنُ فيه”

صدق الرفيق القائد غسان كنفاني عندما قال:
“في الوقت الذي كان يناضل فيه بعض الناس ، ويتفرج بعضٌ آخر ، كان هنالك بعض أخير يقوم بدور الخائن”

أبو الأمير ـ القدس