أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء، مهدي المشاط أن يوم الـ 14 من أكتوبر يمثل ذكرى تقض مضاجع الغزاة والمحتلين الجدد، وتذكرهم بمصير كل غاز محتل على هذه الأرض الطاهرة، التي لا تعرف غير لغة الكرامة والعزة، ولا تنحني إلا لله رب العالمين.
وقال المشاط في خطاب له مساء اليوم بمناسبة الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر” سنواصل الدفاع عن بلدنا حتى تحرير كل شبر من أراضي الجمهورية اليمنية وطرد كل محتل غاصب، استباح ثروات الشعب وسفك دماء أبنائه، وقيد حرياتهم في سجونه السرية وحاربهم في لقمة العيش بافتعال الأزمات الاقتصادية والتسبب في الغلاء وانعدام الوقود والغذاء”.
وأشار إلى أن” الرابع عشر من أكتوبر ليس يوماً عادياً في التاريخ، بل هو فجر مجيد أضاء دروب الحرية، وعلامة خالدة للسيادة والكرامة اليمنية.
وأضاف” في هذه الذكرى يجدر بنا أن نستحضر من جديد جوهر ثورة الـ 14 من أكتوبر وروحها الأصيلة، وأن نصحح ما اعترى مفاهيمها من انحرافات عبر السنين، فقد دأب أعداء الثورة والتحرر، على مدى عقود، على اختراق وعينا الجمعي، فشوّهوا معالم الثورة الناصعة وحاولوا طمس كل معنى من معاني التحرر والاستقلال التي ضحّى من أجلها الأبطال”.
وأوضح المشاط أن” الشعب اليمني اليوم أعاد الاعتبار لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، لا بالشعارات وحدها، بل بالصمود الراسخ، والثبات الشامخ، والتصدي البطولي للعدوان الأمريكي السعودي على مدى عشرة أعوام متواصلة، لم تلِن فيها عزيمته، ولم تنكسر خلالها إرادته، ولم يتراجع عن حقه في الحرية والاستقلال قيد أنملة”.
وأضاف” لقد تابعنا بكل فخرٍ واعتزاز التفاعل الشعبي الأصيل لإخواننا في المحافظات الجنوبية مع قضية فلسطين العادلة، ومع معاناة أهلنا الصامدين في قطاع غزة، وليس هذا بالمستغرب على أحفاد الرابع عشر من أكتوبر، أولئك الذين فتحوا قلوبهم وديارهم للثوار المقاومين الفلسطينيين، واستقبلوهم في عدن وغيرها من المناطق، وجعلوا من مدينة عدن منارةً للنضال العربي الإسلامي، إذ احتضنت أول مكتب لمقاطعة العدو الصهيوني، وفتحت معسكرات التدريب للمجاهدين المتطوعين، وقدّمت السلاح والدعم اللوجستي للمقاومة الفلسطينية في بداياتها الأولى، حين كان الموقف ميدانًا للرجال لا للمزايدات”.
ودعا المشاط، أحفاد المناضلين والثوار في عدن ولحج والضالع وأبين والمهرة وشبوة وحضرموت، ومأرب وتعز وكل المحافظات اليمنية، إلى أن يضطلعوا بدورهم التاريخي المشرّف، وأن يقفوا صفًا واحدًا في وجه المرتزقة وأدوات الصهاينة، متمسكين بإرث الأجداد، وحاملين راية الكرامة والهوية الإيمانية والعروبة الأصيلة، نصرةً لفلسطين، وحفاظًا على تاريخ اليمن وثورته ومبادئه وهويته الإيمانية.
وتابع “لكن المؤسف والمؤلم في آن واحد، أن نرى مدينة عدن، التي كانت قلعة للثوار، تستقبل اليوم ضباطًا من جيش العدو وجهاز الموساد الإسرائيلي، وأن نسمع أصواتًا نشازًا من بعض الخونة تدعو إلى “التطبيع” مع الكيان الصهيوني المجرم، في مشهدٍ يتنافى مع تاريخ المدينة ومجدها النضالي”
ودعا المشاط النظام السعودي إلى” الانتقال من مرحلة خفض التصعيد إلى إنهاء العدوان والحصار والاحتلال وتنفيذ الاستحقاقات الواضحة للسلام، كون ذلك الحل الأقرب لقطع المجال أمام من يستثمر في الحروب بين أبناء الأمة خدمة لإسرائيل، فأمريكا توظف كل الحساسيات في المنطقة من أجل إسرائيل إن كنتم تعقلون”.