تبرير السابع من أكتوبر بأنها ضربة استباقية:حجة ضعيفة!

ان تقديم عملية السابع من أكتوبر ٢٠٢٣. على انها عملية استباقية لما كان يخطط له العدو تجاه غزة وقوى المحور.كتبرير لها ولو ثبت ان العدو فعلا كان يخطط إلى حرب تهجير غزة وتصفية قوى المقاومة.
ان هذا التقديم ان ارضى الجمهور المؤيد لقوى المقاومة فهو يترك مساحة للقوى المعادية لها في تصويرها قوى مغامرة وقاصرة عن تقدير الوضع، وتداعياتها وان قوى المقاومة الأخرى انجرفت في هذه المغامرة في عملية الإسناد. ما أدى إلى هذه الخسائر الكبيرة على مختلف المستويات ومنح العدو الحجة والمبرر لعدوانه.
في هذه المقاربة الحجة ضعيفة في تفسير عملية السابع من أكتوبر وتداعياتها.
في حين ان الحقيقة هي ان العملية كانت رد فعل على مسار طويل تنخرط فيه إلى جانب العدو الصهيواميريكي قوى دولية واقليمية وعربية تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتهويد كامل فلسطين. برضى وخيانة السلطة الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير. والتي ينحصر اعتراضها على الثمن الذي يعطى لها ودورها المستقبلي.
وكان العنوان المركزي للمخطط هو “التحالف الابراهيمي” واستبدال القضية الوطنية الفلسطينية بقضية وهمية سميت “الازدهار الاقتصادي”.
رغم الثمن العظيم الذي دفعته غزة ومحور المقاومة تحقق انجازا عظيما بافشال مشروع “التحالف الابراهيمي” ومقتضياته بتصفية قوى المقاومة. وحصاد هذه التضحيات ان قوى المقاومة صمدت وحافظت على وجودها وقوة لا يستهان بها في مواجهة العدو الصهيواميريكي والهجوم المضاد الذي تجاوز كل القوانين والاعراف الدولية في الحروب من جهة.  وظلت الاقوى بما لا يقاس على مستوى بلدانها وتجاه قوى الخضوع والاستسلام للارادة الاميريكية.
وانتجت طور جديد من الصراع له أدوات وأساليب مختلفة مع بقاء الركن العسكري حجر الزاوية في الصراع. وان تقدمت عليه الجوانب السياسية والثقافية. ولا نذكر الجانب المالي والاقتصادي لان هذا في الأساس خارج دائرة التاثير من جهة العدو.
والحرب لم تنتهي انما فقط اختلفت ادواتها. وكان لصمود المقاومة في كل ساحتها والحواضن الشعبية القاعدة الاساسية التي افشلت القوة المفرطة من تحقيق أهداف العدو. ولا شك أن الفعاليات الأخرى مثل ما صدر عن محكمة العدل الدولية بحق قيادات العدو الصهيوني بدعوى جنوب افريقيا ضد الكيان ورموزه السياسية والعسكرية. والحراك الشعبي في دول العالم. ومواقف العديد من الدول التي رفضت السردية الصهيواميريكية وادانت جرائم هذا العدوان. إلى جانب العمل الدبلوماسي الدولي
حسن عماشا