خطاب “طوفان الأقصى”
7 تشرين الأول / أكتوبر 2023
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وقائد المجاهدين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال تعالى: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}.
يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية،
من المحيط إلى الخليج، ومن طنجة إلى جاكرتا، يا أحرار العالمين أجمعين،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
لقد احتل الكيان الصهيوني أرضنا، وهجّر أهلنا، ودمّر مدننا وقرانا وبلداتنا، وارتكب بحق شعبنا مئات المجازر. قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهدّم البيوت على رؤوس الأبرياء الآمنين، وضرب بعرض الحائط كل الأعراف الدولية، وقوانين حقوق الإنسان، وتنكَّر للقوانين الدولية.
وقد سبق وحذّرنا قادة الاحتلال من استمرار جرائمهم، وأَهَبْنا بقادة العالم التحرك لوضع حدّ لجرائم الاحتلال بحقّ ومقدساتنا وشعبنا وأسرانا وأرضنا، ولإجبار الاحتلال على الالتزام بالقانون الدولي وبالقرارات الدولية. فلم يستجب قادة الاحتلال، ولم يتحرك قادة العالم، بل ازدادت جرائم الاحتلال وتجاوزت كل الحدود، وخصوصاً في القدس والمسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين. فازدادت اقتحامات قوات الاحتلال لباحات الحرم، وداسوا قداسة المسجد بأحذيتهم، واعتدوا على المرابطات بالضرب والسحل، مراراً وتكراراً، وسحلوا الشيوخ الكبار والأطفال والشباب، ومنعوا أهلنا من الوصول للمسجد، وأفسحوا المجال للجماعات اليهودية لتدنيس المسجد الأقصى بالاقتحامات اليومية وأداء الطقوس والصلوات التلمودية، والنفخ بالبوق وهم يلبسون ثياب الكهنة، ولم يُخفوا نواياهم بإقامة هيكلهم المزعوم على أنقاض مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وقد أحضروا البقرات الحمراء لحرقها، وذرّ ماء رمادها كإعلان عمليّ لهدم الأقصى وبناء الهيكل. وقد تجرّأوا على سبّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، ومزّقوا المصاحف، ودخلوا بالكلاب إلى المساجد. وهم في كل يوم يثبّتون حقائق جديدة على طريق أحلامهم السوداء. وفي كل يوم يهاجمون أهلنا في أحياء القدس، ويسرقون بيوتهم وعقاراتهم.
وفي نفس الوقت، لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز الآلاف من أسرانا الأبطال، وتمارس ضدهم أبشع أساليب القهر والتعذيب والإذلال. المئات من أسرانا قضوا في غياهب السجون عشرين سنة ويزيد، والعشرات من أسرانا وأسيراتنا أكل السرطان والمرض أجسادهم، وقضى الكثيرون نحبهم نتيجة الإهمال الطبي والقتل البطيء المتعمّد. ولقد قوبلت دعواتنا بعقد صفقة تبادل إنسانية بالرفض والتعنّت.
في كل يوم تقتحم قوات الاحتلال مدننا وقرانا وبلداتنا على امتداد الضفة الغربية، وتعيث فيها فساداً، وتداهم بيوت الآمنين: تقتل وتصيب، وتهدم وتعتقل، حيث ارتقى المئات من الشهداء والجرحى في هذا العام جرّاء هذه الجرائم. وفي الوقت نفسه، تصادر الآلاف من الدونمات، وتقتلع أهلنا من بيوتهم وأراضيهم ومضاربهم، وتبني مكانها المستوطنات، وتحمي قطعان المستوطنين، وهم يعربدون ويحرقون ويسرقون ويُهلكون الحرث والنسل، في الوقت الذي تستمر فيه جريمة الاحتلال بفرض الحصار المجرم على قطاعنا الحبيب.
في ظل هذه الجرائم المتواصلة بحقّ أهلنا وشعبنا، وفي ظل عربدة الاحتلال وتنكُّره للقوانين والقرارات الدولية، وفي ظل الدعم الأميركي والغربي والصمت الدولي، فقد قررنا أن نضع حدّاً لكل ذلك بعون الله، ليفهم العدو أنه قد انتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب. فإننا نعلن بدء عملية “طوفان الأقصى”. كما أننا نعلن بعون الله وقوته أن الضربة الأولى من عملية “طوفان الأقصى” والتي استهدفت مواقع العدو ومطاراته وتحصيناته العسكرية خلال العشرين دقيقة الأولى قد تجاوزت خمسة آلاف صاروخ وقذيفة.
يا جماهير شعبنا وأمتنا، يا أحرار العالم،
اليوم يتفجر غضب الأقصى، غضب شعبنا، غضب أمتنا، غضب أحرار العالم.
مجاهدونا الأبرار،
هذا يومكم لتُفْهِموا هذا العدو المجرم أنه قد انتهى زمنه. {واقتلوهم حيث ثقفتموهم، وأخرجوهم من حيث أخرجوكم}. لا تقتلوا الشيوخ والأطفال، وأزيلوا هذا الدنس عن أرضكم ومقدساتكم. قاتلوا، والملائكة سيقاتلون معكم مُردفين، وسيمددكم الله بملائكته مسوّمين، وسيوفي الله بوعده لكم، }وكان حقّاً علينا نصر المؤمنين{.
يا شبابنا في الضفة الغربية،
يا كل أهلنا على اختلاف تنظيماتكم،

الجنرال محمد الضيف