بتوقيت القدس الشريف … زفّةُ الشهداء من سوريا الأسد إلى فلسطين!
لم يكن وقع هذه العبارة في مسامعنا كما هو عليه يومها .. ولعل من أعظم ما وهبنا إياه الطوفان أنه غسل عن النفوس سنوات طويلة جعلت شعورنا بمعاني الكلمات قاصراً وربما ضحلاً
“طوفان الأقصى” الذي انطلق صبيحة السابع من تشرين الأول كما لو أنه بميعاد سماوي تتجوهر فيه الكثير من المعاني حتى الآن بل الكثير من الحقائق التي كنا ننتظر أن تحصل مع أحلام بعيدة بتنفيذها
ومازلنا نسأل : أحقيقيٌّ ماعشناه أم حلم ؟
أحقاً دكّت قوات المقاومة الفلسطينية المغوارة جيش الكيان الغاصب وجعلت أسطورته “التي لا تُقهر” بعد خمسين عاما ويوم من تشرين التحرير تتشظى بين قتيل ومصابٍ وأسير ؟!
وهل حقاً هام الصهاينة على وجوههم يلوذون إلى المطار “الأسطوري” متحامين بالقبة “الأسطورة” ليجدوا قبتهم لاتعدو أن تكون كالقبعة الورقية التي كنا نصوغها من أوراق دفاترنا ونحن صغار ، وليجدوا مطارهم (خارج الخدمة) ؟!
أما قبعاتنا فخبأنا تحتها أحلاما كنا نغرسها في وجداننا ونحرسها بالوعود بميعاد في الأقصى .. لنرى أن أوراقها حملت الرسالة وأوصلتها بأمانة إلى رجال منذورين لتنفيذ وعد السماء!
وأما مطاراتنا فبقيت تقاوم مشروع الصهيوني الذي أعد من خلاله جيوشاً إرهابية لإسقاط القلعة الصامدة التي تقارع العدو وتقول له “فلسطين بوصلتنا” حتى غاب وجه سورية المقاوم وبقيت المقاومة في فلسطين تثأر لأمها سورية ولكل الأمة العربية مجسدة حقا قول السيد الرئيس بشار الأسد “غزة اليوم تدافع ليس فقط عن فلسطين بل تدافع عن سورية وعن كل الدول العربية”!
بقيت فلسطين بوصلة دمشق العربية واليوم نرى بأم العيون كيف أن أرواح شهداء الكندي وسجن حلب المركزي وخان العسل وتدمر والغوطة وكل الجبهات السورية كانت تعرج إلى سماء الأقصى.. وكيف أن سورية كلها استشهدت على طريق القدس!
بقيت فلسطين جنوب سورية وسورية شمال فلسطين لنكون الشهود حقاً على أن الشاب السوري الذي وقف أمام دبابة إرهابية تهمُّ بدهسه وهو شامخ كطود عظيم إنما كان يزرع جسده في الأرض وتداً يثبت الأقصى لكي يتغلب على مشروعات الحفر التي غالى فيها الصهاينة ليسقطوا دعائم أولى القبلتين !
بقيت فلسطين عروس عروبتنا ونحن نزف الشهيد تلو الشهيد على امتداد الطريق الطويل من سورية إلى قبة الأقصى الشريف ومن أجراس كنائسها إلى ميعاد المسيح في المهد المبارك.. حتى مر العامان ويبدو أن وجه المقاومة سيكون وراء حجاب كما سورية ليعاقب كل المتخاذلين والمتآمرين!
بتوقيت القدس الشريف.. بتوقيت دمشق والقدس السليبتين!
نعيد زفاف شهدائنا في الجيش العربي السوري مجددا .. ونحن نعيش مجد انتصاراتنا في فلسطين لنتلو على أرواحهم:
السلام عليكم يوم تولدون ويوم تموتون ويوم تبعثون ..
ونتلو العهد للشهداء على الطريق الطويل من دمشق إلى بيروت إلى القدس
وفي صلاة الغائب في حرم ذكرى طوفان الأقصى المجيد نعلم جيدا أن وجه الحق عائد وسنرتل معا:
ادخلوها اليوم بسلام آمنين …بتوقيت القدس الشريف