شهدت العاصمة الألمانية برلين اليوم مسيرة جماهيرية حاشدة دعت إليها قوى يسارية أبرزها حزب اليسار الألماني، بالتعاون مع تحالف دولي من مجموعات التضامن مع فلسطين وحركات مناهضة للإمبريالية، تحت شعار: «من برلين إلى غزة: لا للإبادة، لا للاحتلال».

انطلقت التظاهرة من ساحة Neptunbrunnen وسط المدينة، حيث احتشد آلاف المشاركين من خلفيات سياسية وثقافية متعددة، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تندد بالاحتلال الإسرائيلي وتطالب بوقف الدعم العسكري والسياسي الغربي لإسرائيل.

صوت فلسطين في قلب برلين

في كلمة مؤثرة ألقاها الناشط الفلسطيني إبراهيم إبراهيم باسم لجان التضامن، وصف ما يجري في غزة والضفة الغربية بأنه “حرب إبادة ممنهجة”، مؤكداً أن النضال الفلسطيني لا يُختزل في أحداث 7 أكتوبر 2023، بل هو امتداد لمسيرة مقاومة عمرها أكثر من قرن منذ وعد بلفور عام 1917 مروراً بالنكبة والانتفاضات.

وقال إبراهيم: «ما جرى في 7 أكتوبر ليس بداية، بل فصل جديد في نضال شعبنا ضد الاستعمار والتمييز العنصري. الحل الحقيقي والعادل لا يكمن في إدارة الاحتلال أو ترقيع نظام الفصل العنصري، بل في إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية على كامل أرض فلسطين التاريخية، يعيش فيها الجميع بحقوق وواجبات متساوية».

رسائل سياسية واضحة

المشاركون في المسيرة طالبوا بوقف فوري لتصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وبتحقيق دولي في دور ألمانيا في دعم الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين. كما دعوا إلى تفعيل المادة 25 من نظام روما الأساسي، التي تُحمّل المسؤولية لكل من يشارك أو يسهم في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

تحالف واسع وأجواء نضالية

المسيرة جمعت بين قوى يسارية، نقابات، منظمات مهاجرين، وحركات شبابية، في مشهد يعكس اتساع رقعة التضامن مع فلسطين داخل المجتمع الألماني، ويؤكد أن صوت برلين بات جزءاً من الحراك العالمي الرافض للإبادة والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني.