بسم الله الرحمن الرحيم
تصريح صحفي
تعقيبًا على كلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ نؤكّد في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ما يلي:
المقاومة الفلسطينية مسؤولية وطنية وأخلاقية تستمد شرعيتها من شعبنا الفلسطيني الصامد، ومن حقّه الطبيعي في مقاومة الاحتلال، كما أقرّت بذلك الشرائع والقوانين الدولية، وإننا نرفض بشكل مطلق تماهي رئيس السلطة مع الرواية الصهيونية الزائفة التي تحاول تشويهها عبر اتهامها باستهداف المدنيين.
إن كل محاولات فرض الوصاية على شعبنا وإرادته ستبوء بالفشل، ونعتبر تأكيد رئيس السلطة أن حركة حماس لن يكون لها دور في الحكم تعديًا على حقّ شعبنا الفلسطيني الأصيل في تقرير مصيره واختيار من يحكمه، وخضوعًا مرفوضًا لإملاءات ومشاريع خارجية.
نؤكّد أنه لا يمكن المساس بسلاح المقاومة ما دام الاحتلال جاثمًا على أرضنا وفي صدور شعبنا، ونستنكر مطالبة رئيس السلطة بتسليمه، لا سيما في ظلّ ما يتعرّض له شعبنا في قطاع غزة من حرب إبادة حشية، وما يقترفه المستوطنون المسلّحون وجيش الاحتلال من جرائم واعتداءات همجية ضدّ المدنيين العُزّل في الضفة الغربية المحتلة.
إن السبيلَ الوحيدَ لحماية قضيتنا الوطنية والتصدي لمشاريع الاحتلال الفاشي الرامية إلى إبادة وتهجير شعبنا في غزة، وضمّ الضفة وتهويد القدس والأقصى، هو الوحدة والتوافق الوطني على برنامج نضالي شامل في مواجهة الاحتلال الصهيوني المجرم، حتى تحقيق تطلعاتِ شعبنا في التحرير والعودة، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

وكما أعرب عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، عزّت الرشق، عن أسفه لإدانة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للمقاومة في خطابه أمام المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، المنعقد في نيويورك مساء الاثنين الماضي.
وفي إجابته عن سؤال لوكالة “قدس برس” حول خطابه، قال الرشق:
“من المؤسف أن يُدين الرئيس محمود عباس في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة نضال ومقاومة شعبه ضد أبشع احتلال عرفه التاريخ، وأن يتماشى مع مطالب الاحتلال الفاشي بنزع سلاح المقاومة. يأتي ذلك في وقت يعيث فيه الاحتلال ومستوطنوه فسادًا في قرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة، ويشنون حرب إبادة واستئصال هي الأخطر في تاريخ شعبنا في قطاع غزة”.
وبشأن موقف عباس الرافض لأي دور لحركة “حماس” في حكم غزة، اعتبر الرشق أنّ ذلك “يمثل خضوعًا مرفوضًا للضغوط والإملاءات الخارجية، وانحرافًا عن أسس العلاقات الوطنية الداخلية، وما أفرزته جولات الحوار الوطني والاتفاقيات الموقَّعة. كما يُعدّ تعدّيًا على الإرادة الحرة لشعبنا الفلسطيني القادر على تقرير مصيره واختيار من يقوده أو يحكمه”.
وأضاف الرشق: “تأتي هذه المواقف المخيبة للآمال في وقت يُمنع فيه الرئيس عباس من الوصول إلى مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وفي ظل سياسات احتلالية واضحة تؤكد رفضها قيام الدولة الفلسطينية، ومضيها في مشاريع تقويض السلطة واحتلال قطاع غزة وضم الضفة الغربية وتهويد القدس”.
وختم الرشق بالتأكيد على أنّ “شعبنا الفلسطيني ينتظر من قيادة السلطة مواقف وطنية جادة تكسر المعادلات التي يحاول الاحتلال فرضها على المشهد الفلسطيني. وفي مقدمة ذلك الانفكاك من قيود الوصاية الخارجية والتنسيق الأمني مع الاحتلال، والذهاب إلى مسار الوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال الفاشي، حتى تحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والكرامة وإقامة الدولة الفلسطينية