أكّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب رامي أبو حمدان أن لبنان يمر في مرحلة صعبة على الصعيد السياسي، مشيرًا إلى أنّ المسار الحالي للسلطة السياسية في البلاد يظهر، بشكل واضح، انحدارًا واستسلامًا لا يليق بالتضحيات ولا بتاريخ الشعب اللبناني.

وخلال كلمته في الحفل التربوي الذي نظمته بلدية ميدون لتكريم الطلاب، بحضور مسؤول حزب الله في البقاع الغربي هشام حسن وعوائل الشهداء وأهالي البلدة، لفت أبو حمدان إلى أنّ دماء الشهداء وقيادة سماحة السيد حسن نصر الله هي وحدها التي تليق بالوطن، مؤكّدًا أنّ المقاومة هي ضمانة الوطن، وأنّ سلاحها لن يُسلم أو يُنتزع طالما بقي الكيان “الإسرائيلي” موجودًا، وأنّ الهدف الاستراتيجي للمقاومة، كما حدّده الشهيد القائد عماد مغنية يبقى واضحًا ومحدّدًا: زوال “إسرائيل” من الوجود، وهذا الموقف لن يتغير.

ونوّه أبو حمدان أنّ النقاشات في نزع السلاح أو تدويره لا معنى لها، لأنّ القرار النهائي بيد المقاومة، وأنّ أي قرار حكومي أو سياسي يذهب باتجاه تقليص أو التنازل عن قدرة المقاومة هو قرار خاطئ ومرفوض، مشددًا على أنّ ما صدر من الحكومة من قرارات تحت الضغوط الأميركية، مثل إطلاق الأسرى والعملاء من السجون اللبنانية، هو مخالف للقوانين والدستور، ومجرد استسلام للضغوط الخارجية.

كما انتقد استمرار الحكومة بالسياسات الاقتصادية المشبوهة، مثل عقود “ستارلينك” والتنازل عن المياه الاقتصادية وحقوق النفط والغاز، مؤكدًا أنّ هذه التصرفات تُهدد السيادة الوطنية وتزيد من الأزمة الاقتصادية في البلاد.

وأشار أبو حمدان إلى أنّ كل التجارب السابقة، بما فيها التسويات القطرية وغيرها من المبادرات، أثبتت أنّ أي حل يفرضه الاحتلال أو الضامن الأميركي لا يحمي لبنان أو حقوق شعبه، وأنّ المقاومة هي وحدها من يحقق النتائج على الأرض، وقدرتها على الدفاع وصون الحقوق لم تثبت فقط في لبنان، بل أيضًا في مواجهة العدوان على غزة حيث شهد العالم بأسره صمود الفلسطينيين رغم كل التجاوزات والجرائم “الإسرائيلية”.

واختتم كلمته بتوجيه رسالة للشباب والخريجين الحاضرين، مؤكدًا أنّ التجربة الوطنية والميدانية للمقاومة هي مدرسة للتضحية والوفاء، وأنّ الأجيال الجديدة يجب أن تحافظ على الأمانات التي تركها الشهداء، وأن تواصل العمل والمواجهة بكل شجاعة وإيمان، مباركًا للطلاب نجاحهم وتخرجهم، ومتمنيًا لهم مستقبلًا مشرقًا يليق بالتضحيات وبالوطن.