تنعي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى جماهير شعبنا الفلسطيني واللبناني والعربي، وإلى كل الأحرار والمثقفين والمناضلين في هذا العالم، رحيل القامة الفنية والثقافية والفكرية الكبيرة، زياد الرحباني، الذي غيّبه الموت اليوم، بعد عقود من العطاء المبدع والنضال بالكلمة والموقف والموسيقى والمسرح.

لقد كان زياد الرحباني أكثر من فنان؛ كان ضميرًا وطنيًا حيًّا، ومثقفًا مشتبكًا مع قضايا شعبه، منحازًا دومًا للفقراء والمهمّشين، ورافضًا للظلم والاستبداد والطائفية، حمل صوته رسائل الوطن والناس، وجعل من الفن منصة للمقاومة، ومن المسرح مساحة لقول الحقيقة، ومن الموسيقى جسرًا بين الألم والأمل.

لقد شكّل زياد الرحباني صوتًا فريدًا في وجه القهر والاستغلال والطائفية، وجعل من الأغنية والمسرح والموقف أدوات مقاومة.

لم يكن يومًا محايدًا، بل كان منحازًا للفقراء، للناس، لفلسطين، لغزّة، للثوّار الذين لم يطلبوا شيئًا سوى وطن لا يُباع، وحياة لا تُهان.

نودع زياد… وغزّة تودّع شهداءها وهو  طالما غنّى وعزف لها لصمودها ولقضية فلسطين، وهو يرى أرضها تُسفك وتهدر وتُحاصر، وأطفالها يُقتَلون على مرأى العالم.

يرحل زياد الرحباني، في التوقيت الذي يُشبهه: “حين يكون الحزن كثيفًا، والحق محاصرًا والظلم جائراً، فإن إبداعه سيظل حياً ولن يموت”.

نودّعه وفي القلب حسرة، وفي العقل وصية: “أن يبقى الفن حرًّا، والكلمة جريئة، والموقف أخلاقيًا لا يُشترى”.

إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إذ ننعى الراحل الكبير، نعبّر عن حزننا العميق لهذه الخسارة الوطنية الكبرى، ونتوجه بأصدق مشاعر العزاء إلى السيدة فيروز، وإلى عائلته الكريمة، وجمهور محبّيه في لبنان والعالم العربي.

نودّع اليوم مناضلًا بالكلمة واللحن والموقف، وستبقى أعماله خالدة، تلهم الأجيال المقبلة على طريق الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية.

المجد لزياد الرحباني
الخلود للفن المبدع والملتزم وللكلمة الحرة
المجد للموقف الذي لا يُساوَم

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
دائرة الاعلام المركزي
26 يوليو/تموز 2025

https://pflp.ps/post/24590