في أعقاب الاعتداء العسكري لنظام الاحتلال الإسرائيلي على أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية، كشفت مصادر الأخبار الرسمية والعسكرية الإيرانية عن عملية خداع معقدة للدفاع الجوي تمكنت من خداع القوة الجوية المعادية في الساعات الأولى من الاشتباك، مما جعلها تقع في فخ في عمق سماء إيران وتتعرض لخسائر كبيرة.
وفقاً لمعلومات حصلت عليها من مصدر أمني وعسكري مطلع في طهران، والذي رفض الكشف عن اسمه، فإن “ما تم تفسيره في الساعات الأولى كضعف أو تدمير لأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، كان في الواقع جزءاً من عملية خداع مصممة.”
وقال هذا المسؤول الأمني إن المقاتلات التابعة لنظام الاحتلال الإسرائيلي، بعد التزود بالوقود في سماء سوريا والعراق، قامت فور اقترابها من الحدود الإيرانية بإطلاق صواريخ بلو-سبارو وراكس لاستهداف الأنظمة الصاروخية والدفاعية الإيرانية.
كما نفذت الطائرات الاستراتيجية الأواكس التابعة لحلف الناتو في تركيا وبريطانيا والقيادة المركزية للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة (سنتكوم) عمليات اختراق سيبراني وحرب إلكترونية بهدف تعطيل الأنظمة الدفاعية الإيرانية.
وقد كانت جميع هذه التطورات تحت إشراف كامل للقيادة المشتركة للدفاع الجوي الإيرانية المعروفة بخاتم الأنبياء وقاعدة المقاتلات الثامنة في أصفهان.
وأضاف هذا المسؤول الأمني أنه بمجرد أن اعتقدت القوة الجوية الإسرائيلية أن الدفاع الإيراني قد تعرض لمفاجأة أو اضطراب شامل، أصدر قيادة عمليات “قوة الأسد” في تل أبيب أمراً بدخول المقاتلات إلى عمق الأراضي الإيرانية وغادرت الطائرات الاستراتيجية أواكس من سنتكوم والناتو المنطقة.
في هذا الوقت، دخلت أنظمة الدفاع الجوي للبلاد في العمل بتنسيق كامل وبالاعتماد على القدرات المحلية، وتمكنت من استهداف وتدمير الطائرات المسيرة وثلاث طائرات مقاتلة معادية، بما في ذلك طائرتين F-35 وطائرة واحدة F-16.
وأكدت العلاقات العامة للجيش الإيراني خبر تدمير 3 طائرات مقاتلة إسرائيلية، مضيفة أن طيار الطائرة المقاتلة F-16 الإسرائيلية هو امرأة تم أسرها من قبل وحدات البحث التابعة للجيش الإيراني، وأن مصير طياري طائرات F-35 الإسرائيلية التي تم إسقاطها قيد التحقيق.
عمليات الخداع الدفاعي:-
تعتبر عمليات الخداع واحدة من أهم مكونات الحرب المعرفية والدفاع غير المباشر في العقيدة العسكرية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
فبهذه الطريقة، الهدف ليس فقط المواجهة المباشرة، بل توجيه العدو لاتخاذ قرارات خاطئة من خلال تغيير فهمه وتحليله لساحة المعركة.
في هذه الحالة الخاصة، قامت الدفاعات الإيرانية بإخلاء مواقع الدفاع الجوي ونقل المعدات الاستراتيجية إلى شرق إيران وإبقاء بعض أنظمة الدفاع مطفأة، وهذا ما أعطى انطباعًا زائفًا عن ضعف العمليات، مما جعل العدو يعتقد خطأً أن فرصة ذهبية للتسلل قد أتيحت له.
ولكن هذه “ الفرصة” كانت مجرد تمويه وخداع ظاهري، وفي الواقع، تحولت إلى فخ قاتل للطائرات المتقدمة الإسرائيلية.
حيث أن حلفاء النظام، معتقدين خطأً بتدمير شبكة الدفاع الجوي الإيرانية، فقطعوا دعمهم المعلوماتي والسايبراني ومغادرة الطائرات الاستراتيجية المنطقة.
أبعاد استراتيجية ونفسية لنجاح العمليات
منها تدمير واعتراض مقاتلات الجيل الخامس الشبحية وهي جزء فقط من نجاح العمليات الإيرانية.
تحمل الأبعاد النفسية والاستراتيجية لهذه العمليات الخداعية أهمية أساسية ومحورية، حيث أن التصور الخاطئ للزعماء الغربيين بأن اغتيال واسع النطاق لقادة عسكريين كبار في إيران سيفكك الهيكل القيادي في إيران، وأن إيران ستعاني من ارتباك استراتيجي في مواجهتها مع إسرائيل.
في حين أن تنفيذ مثل هذه العمليات الواسعة والمعقدة المعلوماتية-العسكرية، يدل على قدرة إيران على استعادة هيكل قيادتها بسرعة في أقل من بضع ساعات. يبدو أن هذه العمليات الخداعية الدفاعية ستترتب عليها عواقب واسعة مثل :
ضربة لتفوق إسرائيل الجوي:
من الآن فصاعدًا، لن تتمكن أي مقاتلة إسرائيلية من دخول مجال إيران دون خوف من الكشف.
كما جميع الرموز السرية والأسرار المكنونة لهذه المقاتلات ستظهر بعد استجواب الطيارين وفحص حطام الطائرة.
من ناحية أخرى، فإن عرض الطيارين الأسرى في وسائل الإعلام سيؤثر على هيبة وكرامة القوة الجوية الإسرائيلية، نفس القوة التي كان المسؤولون في النظام يتفاخرون بها باستمرار كأذرع طويلة للنظام في تحقيق أهدافه الاستراتيجية.
إعادة تعريف العقيدة الدفاعية لإيران:
أثبتت إيران أنها قادرة على تصميم وتنفيذ عمليات متعددة المراحل وذكية في مواجهة التهديدات الأكثر تقدماً.
خاصة بعد ساعات قليلة فقط من اغتيال قيادات رفيعة المستوى، فإن تنفيذ مثل هذه العمليات المعقدة يدل على قدرة إيران العالية في الجوانب العملياتية والاستخباراتية.
. إضعاف الثقة في المعدات الغربية:
يجب على الدول التي تشتري طائرات F-35 الآن أن تخضع لتقييم جديد؛ هل ما اشتروه حقاً لا يمكن هزيمته؟ هذه العملية تمثل أكبر ضربة لسمعة وصورة الصناعات العسكرية الأمريكية في العالم
ردود فعل وسائل الإعلام وصمت تل أبيب المعبّر
من المثير للاهتمام أنه حتى لحظة كتابة هذا المقال ، لم يتم نشر أي نفي أو تأكيد رسمي من قبل جيش الكيان الصهيوني. فقط بعض وسائل الإعلام الغربية أشارت بنبرة محافظة إلى “فقدان الاتصال ببعض الطائرات العسكرية”. يعتبر العديد من المحللين أن هذا الصمت علامة على صحة الأخبار التي نشرتها طهران.
د. هيثم الخزعلي
١٤-٦-٢٠٢٥