منذ الثامن من ديسمبر و هذه الحكومة السورية الجديدة تفاجئ كلّ من هو بوصلته فلسطين ، فهذه ليست سوريا قلب العروبة النابض التي نعرفها.
لكن اليوم قبل أن نتفاجأ، دعونا نستبق الأحداث و نسأل هذا السؤال ،بعد أن صارت وجهة سوريا مكشوفة للجميع ، بعد هذا التحول الذي لا يشبه قيم الشعب السوري ، و مسلّماته الوطنية.
السؤال هو ….
بعد حصار اليمن لميناء حيفا ، هل سيتم نقل البضائع و الصادرات برًا من تركيا إلى سوريا إلى الكيان ؟!
ما الذي يمنع ذلك ؟!
ليس مستبعدًا ، و من الممكن أن هذا يحصل الآن أيضا !
و لن نستغرب ذلك أبدا، فأمور لا تقل خطورة حدثت ،إذ إن ما حصل من تعاون أمني و استخباراتي فُضح جانب بسيط منه خلال الأيام الماضية و خاصة عملية نقل رفات العميل الصهيوني إيلي كوهين ، بالتأكيد هذه العملية الوضيعة بتسليم رفاة عميل قتل بسببه الشعب السوري فقط من أجل خدمة الكيان لا تقلُّ خطورةً وعمالةً عن نقل البضائع برا !!!غريب!!:أليس الجولاني عقائدي بعداوة قتلة الشعب السوري كما يدعي؟! و هل المؤامرة الكونية على سوريا ستكشف الأيام أن أحد خططها استبدال نظام الرئيس الأسد الذي كان ينقل السلاح لمقاومة الكيان ،، بنظام الجولاني الذي سينقل البضائع و غير البضائع للكيان؟..وما خفي أعظم!
و هل سنكون أمام مشهد اليمن تحاصر جوًا و بحرًا لتفرج عن شعب يتعرض للإبادة، فيما تفرج “الحكومة” السورية الجديدة بقيادة الجولاني عن الكيان بالتعاون مع تركيا برًا! ، و للتذكير هذه التركيا الناتاوية الأردوغانية حازت بكل جدارة على المركز الخامس بالدول الأكثر تصديرًا للكيان ، للتذكير أيضا غزة لم يدخلها أية مساعدات منذ شهرين،نعم يا سادة أردوغان شريك بالإبادة..
و الجولاني الذي يعتقل قيادات فلسطينية و يتعاون مع الكيان كما ظهر بأمور عدة و يتربَّص لحزب الله (أول من نصر أطفال غزة) ، شريكٌ أيضًا بالإبادة،كيف لا ؟ حيث أن بعد كل هذه المجازر في غزة ، لم يبق مجال للمجالملات فحتى الصمت شراكة في الإبادة ،فكيف هذا التعاون الشيطاني مع الاحتلال الذي يمارسه أردوغان و الجولاني و من على شاكلتهم من حكام عرب.
و في حالة تم التصدير للكيان عبر سوريا ، ستثبت جريمة الشراكة بالإبادة أكثر ، بطرق مباشرة و غير مباشرة ،فبذلك سيثبت الجولاني أكثر و أكثر أنه جزء من منظومة عالمية تكالبت على شعب فلسطين و سوريا و لبنان و المنطقة و تكالبت أيضا على كل مقاوم عزيز رافض للهيمنة و التبعية و الانبطاح في أحضان المشروع الصهيوأمركي..
فهل سيكتفي الجولاني بممارسة نشاطه الإرهابي في سوريا فقط ، أم أن نشاطه الإرهابي الجشع سيعمُّ المنطقة ، حيث بدأنا نلامس تعاونه مع الكيان الذي يبيد أهلنا في غزة يزداد يومًا بعد يوم .
و السؤال الأهم ، هل سيتم تصدير البضائع فقط برًا ،عبر سوريا من تركيا، أم سيتم تصدير الإرهابيين و المرتزقة للمشاركة في ذبح الشعب الفلسطيني، كما تم ذبح الشعب السوري من قبل ، ليست مبالغة فالإرهاب لا دين له..
يبدو أن هكذا يخطط حلف العدو ، ولكن المقاومة لها خططها أيضًا و ستبقى كلمتها هي العليا …
و عهدنا ثأراً أبديًا لا يزول..المجد للشهداء والحرية للأسرى والشفاء للجرحى..وغدًا سينحسر الضباب عن التلال.. وإننا حتمًا لمنتصرون..
أبو الأمير -القدس