عدنان عبدالله الجنيد
ما أشبه الليلة بالبارحة… وما أشبه “نتنياهو” بذاك الزوج اليمني الذي يقال عنه في المجالس “السكان يمين”! لا قرار له، ولا هيبة لوجهه، ولا سطوة لرمشه، فالكلمة الفصل بيد “حرمة الدار”، تلك التي تمسك بخيوط اللعبة من وراء الستار، وتُقرّر مصير الأسرى قبل أن ينطق بها زوجها المسكين.
كتائب القسام بثّت مقطعًا ساخرًا بحجم خيبة المؤسسة الأمنية الصهيونية، وظهر فيه حديثٌ مباشر من أحد الأسرى أن “سارة نتنياهو” تعرف أعداد الأسرى أفضل من رئيس الوزراء نفسه! بالله عليكم، كيف يمكن لزعيم أن يحكم دولة وهو لا يعلم ما تعرفه زوجته؟!
وهل باتت إسرائيل تُدار من مطبخ “سارة” لا من غرفة عمليات الموساد؟
في اليمن نقول عندما تتغوّل الزوجة على الزوج وتسيطر على قراراته: “السكان يمين”، أي أنها أصبحت الرأس وهو الذيل، هي المايسترو وهو العود المقطوع الوتر! وهذا تمامًا ما ينطبق على نتنياهو: رئيس بلا قرار، ورجل دولة بلا دولة، لأن الحُكم انتقل إلى داخل غرفة نومه لا إلى الكنيست!
ويا للعجب… هل صار الاحتلال الصهيوني يحتاج لقرار من “أم العيال” كي يبدأ مفاوضات الأسرى؟ وهل ينتظر نتنياهو أن تقول له سارة:
“قوم يا زلمة! الجماعة عندهم خمسين أسير منكم، ما عاد فيش داعي للكذب”!
وهل ستصبح سياسة إسرائيل تُقرَّر عبر “جلسات الميك أب” و”قائمة المشتريات”؟
في وقت تتقن فيه المقاومة لعبة الحرب والسياسة، وتتقن إدارة التفاوض والميدان، يظهر نتنياهو وكأنه طفل تائه في زحمة التسوّق، لا يدري كم عدد جنوده المخطوفين، ولا كيف يُنقذهم، ولا كيف يُقنع زوجته بالسكوت!
ختامًا نقول:
يا نتنياهو، إذا كان السكان يمين، فدع الحكم لها، وأنت خذ لك إجازة طارئة في مطبخ سارة، فهي أدرى بأسرارك، وأدق في الحساب منك، وصدق الله العظيم:
“أمَّا الزَّبَدُ فيذهبُ جُفاءً، وأما ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض”.
عدنان عبدالله الجنيد