في مشهد إنساني مؤثر، كرّم مهرجان كان السينمائي الدولي المصورة الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة، التي استشهدت في غارة جوية إسرائيلية على منزل عائلتها شرق مدينة غزة، وذلك قبل أيام من عرض فيلم وثائقي عنها ضمن فعاليات الدورة الـ77 للمهرجان.

وجاء التكريم عقب اختيار الفيلم الوثائقي “ضع روحك على كفك وامشِ” للمخرجة الإيرانية سبيده فارسي، للعرض ضمن برنامج ACID المخصص للأعمال المستقلة. الفيلم يُوثق الحياة في قطاع غزة من خلال يوميات مصوّرة ورسائل متبادلة بين فاطمة والمخرجة، ويُبرز معاناة المدنيين تحت الحصار والقصف.

في حفل الافتتاح، وقف الحضور دقيقة صمت حداداً على روح حسونة، التي كانت تُعرف بلقب “عين غزة”، لما قدمته من أعمال توثيقية مؤثرة نقلت من خلالها تفاصيل الحياة والموت في القطاع المحاصر.

وألقت رئيسة لجنة التحكيم، النجمة الفرنسية جولييت بينوش، كلمة نعت فيها الصحفية الفلسطينية، وقالت:

 “فاطمة حسونة لم تحمل الكاميرا فقط، بل حملت الحقيقة على كتفيها. كانت تصور العالم من تحت الركام، وتُظهر أن في قلب الظلام ضوءاً لا يمكن لآلة الحرب أن تطفئه. موتها جريمة، ولكن صوتها سيبقى حياً في كل صورة التقطتها، وكل صمت وثّقته.”

وأضافت بينوش: “في الليلة التي سبقت وفاتها، علمت فاطمة أن الفيلم الذي ظهرت فيه تم اختياره هنا في كان. كان من المفترض أن تكون بيننا الليلة.”

وقد نعى المهرجان فاطمة في بيان رسمي، معتبراً أن عرض الفيلم سيكون “تحية لذكراها وتكريمًا لشجاعتها وإنسانيتها”، كما عبّر عن تضامنه مع الصحفيين والعاملين في الميدان الذين يواجهون أخطارًا يومية في مناطق النزاع.

يُذكر أن استشهاد فاطمة حسونة أثار موجة تعاطف عالمية، ووقع أكثر من 350 فناناً ومخرجاً ومثقفاً على رسالة مفتوحة تندد بمقتلها، وتدعو لحماية الصحفيين في أماكن الحروب.

الهدف الإخبارية