هناك مشاهد وصور من الصعب أن تدفعها الذاكرة إلى زوايا النسيان. هذه الصورة، قد تكون من بينها.
صحيح أنّ هناك العديد من الصور المشينة التي تخرج من سوريا هذه الأيّام، بما فيها عن عمليّات القـ ـتل والإعـ ـدام لمدنيّين واقتحام لبيوت والتنكيل لأسباب طائفيّة وللنساء المخطوفات، لكنّ هذه الصورة ستظلّ مسجّلة في التاريخ كدليل على المدى الذي تبدو السلطة، أيّ سلطة، مستعدّة للذهاب إليه، من أجل استرضاء “الخارج”، حتّى لو كان هذا “الخارج”، عـ ـدوًّا.

هنا، مسلّحون تابعون لـ”الهيئة”، السلطة المفترض أنّها حاكمة الآن في دمشق، باسم أبو محمّد الجولاني (أحمد الشرع)، وهم يقتادون الأمين العام للجبهة الشعبيّة-القيادة العامّة- طلال ناجي، من منزله، للتحقيق معه، فيما قالت مصادر لاحقًا إنّ “وساطات محلّيّة ودوليّة” قادت إلى الإفراج عنه لاحقًا.

الرجل في الـ80 من عمره. وتاريخ “جبهته” غنيّ بمحطات النضال ضدّ عـ ـدوّ سوريا وفلسطين ولبنان، “إسرائيل“، وهو تاريخ بالتأكيد أكثر بياضًا من تاريخ “جبـ ـهة النصـ ـرة”، وربّما المسلّحين الذين اعتقلوه.

ويأتى توقيف ناجي بعد أقلّ من 3 أسابيع من إعلان سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجـ ـهاد الإسلامي الفلسطينيّة، أنّ السلطات السوريّة اعتقلت اثنين من قادتها في دمشق وهما المسؤول في حركة الجـ ـهاد الإسلامي الفلسطينيّة، خالد خالد، ومسؤول اللجنة التنظيميّة للساحة السوريّة أبو علي ياسر. تهمة الرجلين “التخابر مع إيران“!
الجولاني، قائد معتقلي طلال ناجي وخالد وأبو علي ياسر، يوجّه رسائله المبطّنة والعلنيّة منذ لحظة دخوله إلى دمشق: لا نريد عداء مع “إسرائيل”.

الإعلامي خليل حرب