تصريحات ترامب من دون تنسيق مع نتنياهو تعني: ما أنت بمُصرخي وما أنا بمُصرخك. هو فكّ ارتباط. قد لا يكون فكّ ارتباط كامل وشامل فالمصالح المُشتركة قديمة وضخمة. هو على الأقلّ فكّ ارتباط بنتنياهو لأنّه مأزوم مقامر ويطلب من أمريكا أن تسند بالكامل وبالوضوح سياساته. إذا فُُكّ الإرتباط في ملفّ يمنيّ فكيف في الملفّ الإيراني الأضخم كُلفة؟ المعركة تتواصل وعندما ظنّ كثيرون أنّ المُناورة بالجولاني في سوريا قلبت الموازين برز دور يمنيّ حاسم ومؤثّر. في كلّ الأحوال الملفّات كثيرة ومُتداخلة وتفتح على سيناريوهات مُختلفة. عندما تحلّ الذكرى السنويّة الثانية يكون العالم غير ما نرى وما ألفنا منذ عقود. هذا يعني وسيعني أكثر أنّ الطوفان شكّل ويشكّل حدثا خاصّا جدّا. النّظر في كيفيّة هذا الحدث والتحوّلات التي استجلبها تباعا يجعلنا نفهمه أكثر. الأمر لا يُحسب بحجم دمار وعدد ضحايا. كما قتلنا وكم قُتل لنا؟ كم دمّرنا وكم دُمّر لنا؟ السّؤال: هل مشاريع الأعداء تمضي قُدما أم هي تتعطّل ليتبلور مشروع هو لنا؟ جوابي أنّ المشروع الصهيوني يدخل نفقا مُظلما وأنّ أزمته هذه المرّة وجوديّة حقّا.
الهذيلي منصر
