في السابع عشر من نيسان من عام 1946، غادر آخر جندي فرنسي الأراضي السورية، معلناً نهاية مرحلة الانتداب وبداية عهد الاستقلال الوطني. يُعرف هذا اليوم بعيد الجلاء، ويُعدّ محطة مفصلية في مسار الدولة السورية الحديثة.
لم يكن الجلاء حدثاً مفاجئاً، بل نتيجة مسار طويل من النضال الشعبي والسياسي، قادته شخصيات بارزة لعبت أدواراً محورية في مقاومة الاحتلال والدفاع عن السيادة الوطنية. من بين هؤلاء القادة: الشيخ صالح العلي في جبال الساحل، وإبراهيم هنانو في الشمال، وعبد الرحمن الشهبندر،ورمضان شلاش وحسن الخراط وسلطان باشا الأطرش الذي قاد الثورة السورية الكبرى عام 1925.
ساهمت الانتفاضات المحلية، والمقاومة المسلحة، إلى جانب العمل الدبلوماسي الذي قادته الكتلة الوطنية، في تقويض شرعية الوجود الفرنسي أمام العالم، خاصة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وتغيّر موازين القوى.
تجلّى مطلب الاستقلال في المظاهرات، البيانات، والخطب التي كانت تنادي بانسحاب القوات الأجنبية، إلى أن تحقق الهدف في ربيع عام 1946، ليصبح السابع عشر من نيسان مناسبة وطنية تُستذكر فيها تضحيات الأجيال التي ناضلت من أجل كرامة البلاد واستقلالها.
