أكد ناهد الفاخوري، مسؤول الإعلام في مكتب الجرحى والشهداء والأسرى في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن الدفعة التي سوف يطلق الاحتلال الإسرائيلي سراحها غدًا السبت من الفلسطينيين المعتقلين في سجونه، ضمن إطار تنفيذ اتفاق وقف طلاق النار والتبادل، ستضم 602 فلسطيني، من بينهم مئات من الأسرى الذين اعتقلهم الاحتلال في غزة بعد السابع من تشرين الأول أكتوبر، وعشرات المحكومين بالمؤبد.
وقال الفاخوري لـ”القدس العربي” إن هذه الدفعة، فضلًا عن 4 جثث إضافية للإسرائيليين تحتجزهم فصائل المقاومة في غزة، سيسلمون الأسبوع المقبل، وستكون آخر عمليات التبادل في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، على أن تجري كل عمليات التبادل المقبلة ضمن شروط تحددها مفاوضات المرحلة الثانية.
وسألت “القدس العربي” الفاخوري عن تفاصيل هذه العملية الجارية ضمن إطار المرحلة الأولى، إضافة إلى أمور تتعلق بالمبعدين وأوضاع المعتقلين الفلسطينيين.
تم دمج تبادل غدا السبت مع الأسبوع الأخير (الذي نص عليه اتفاق التهدئة)، بحيث سيتم إطلاق سراح 6 أسرى صهاينة من قبضة المقاومة”، مقابل 445 أسيرًا من قطاع غزة، و50 أسيرًا محكومين مدى الحياة
وقال الفاخوري إنه تم دمج تبادل غدا السبت مع الأسبوع الأخير (الذي نص عليه اتفاق التهدئة)، “بحيث سيتم إطلاق سراح 6 أسرى صهاينة من قبضة المقاومة”، مقابل “إطلاق 445 أسيرًا من قطاع غزة جرى اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر، و50 أسيرًا محكومين مدى الحياة أبرزهم عبد الناصر عيسى، كذلك عثمان بلال المعتقلان منذ أكثر من 30 عاما، وعمار الزبن المعتقل منذ 1997 والمحكوم بـ 17 مؤبدًا”، و”هؤلاء الأسرى لهم سجل جهادي حافل في مقاومة الاحتلال”.
منفذو عمليات
وأشار الفاخوري إلى أن عبد الناصر عيسى وعثمان بلال نفذا عمليات أبرزها “عملية رمات أشكول وعملية رامات غان، عام 1995، قتل على أثرها 10 أو 12 صهيونيا محتلا وأصيب العشرات”.
وتابع متحدثا عن عمار الزبن فقال إنه “أحد أعضاء “خلية شهداء من أجل الأسرى”، وكانت هذه الخلية التابعة لـ”كتائب القسام” شُكلت من أجل تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، ونفذت عام 1997 عمليات استشهادية مزدوجة في القدس المحتلة، في شارع بن يهودا وشارع محانيه يهودا” اعتقل على أثرها وحكم بالسجن 17 مؤبدًا.
والزبن هو أول أسير فلسطيني يهرب “نطفة” خارج سجون الاحتلال، لينتج عن ذلك عام 2012 إنجاب زوجته ابنهما مهند.
ويؤكد مسؤول الإعلام الجرحى والشهداء والأسرى أنه “كذلك سيتم إطلاق أسرى صفقة شاليط الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم عام 2014، مع العلم أنهم تحرروا بصفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، لكن الاحتلال كعادته نقض الاتفاق وأعاد اعتقالهم، بعد 3 سنوات من إطلاق سراحهم، سيطلق سراحهم مرة أخرى السبت إن شاء الله”.
أما ما يتعلق بـ”جثث أسرى الاحتلال”، فأكد أن الاحتلال “قد قتلهم في الغارات الغاشمة في قطاع غزة قبل وقف إطلاق النار أثناء العدوان على أهلنا في قطاع غزة”.
وردت الحركة على التصريحات الإسرائيلية فأكدت في تصريح رسمي على حساباتها الاجتماعية أنها تلقت عبر الوسطاء “ادعاءات ومزاعم الاحتلال، وسنقوم بفحص هذه الادعاءات بجدية تامة، وسنعلن عن النتائج بوضوح”. وأشارت “إلى احتمال وجود خطأ أو تداخل في الجثامين، قد يكون ناتجًا عن استهداف الاحتلال وقصفه للمكان الذي كانت تتواجد فيه العائلة مع فلسطينيين آخرين”. ودعت إلى “إعادة الجثمان الذي يدعي الاحتلال أنه يعود لفلسطينية قتلت أثناء القصف الصهيوني”.
وقال الفاخوري لـ”القدس العربي” إنه “خلال الأسبوع المقبل سيتم تسليم أربع جثث أخرى كما أعلنت للمقاومة على لسان أبو عبيدة الناطق باسم “كتائب الشهيد عز الدين القسام”.
وفي المقابل، “ستطلق إسرائيل سراح الأسرى النساء والأطفال دون التاسعة عشرة من الأسر ممن اعتقلهم الاحتلال من قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر”.
وقال الفاخوري إنه بعد يوم السبت والمرحلة الأخيرة من تسليم الجثث الأربع (الأسبوع المقبل)، “لن تكون هناك دفعات مقبلة إلا بعد المرحلة الثانية، بمعنى أنه سيتم التفاوض على المرحلة الثانية من الصفقة بمعايير مختلفة عن المرحلة الأولى، وهذا شيء مؤكد. والدفعات، أو الإفراجات المقبلة ستحدد بناء على مخرجات التفاوض خلال المرحلة الثانية من صفقة التبادل”.
المبعدون
وفيما يخص الأسرى المبعدين، قال الفاخوري “كما هو معلوم الإبعاد خارج عن إرادتنا، وليس في حسباننا، ولكن متطلبات المرحلة والظروف، وأولوية وقف العدوان والحرب على قطاع غزة، كان لها اعتبار. لذلك هناك مبعدون في المرحلة الأولى من الصفقة. ويفترض أن يتم إبعاد الأسرى إلى الخارج، وليس إلى قطاع غزة”.
وأشار إلى أن “مصر هي المحطة الأولى التي سينتقل إليها الأسرى حسب الاتفاق، وكونها جهة من جهات الوساطة، ما بيننا وبين الاحتلال الصهيوني”.
وأضاف “طبعا هذه محطة أولى، وجرى الحديث ويجري عن نقل عدد من الأسرى إلى بلدان أخرى غير جمهورية مصر العربية. دول عربية وإسلامية أخرى. لكن هناك دراسة للأمر من قبل هذه الدول، وسنتحدث عن الأعداد وهذه الدول في حينه”.
تبقى 300 أسير محكومين بالمؤبد داخل السجون قبل طوفان الأقصى
وذكّر بأن هناك “15 أسيرًا خرجوا، وقد انتقلوا إلى تركيا للعيش فيها، واستقبلتهم تركيا، وجار الحديث عن أعداد أخرى وبلدان أخرى”.
معايير المرحلة الثانية
وردًا على سؤال بخصوص الأسرى القادة والمرحلة الثانية، قال الفاخوري “فيما يخص المبعدين في إطار المرحلة الثانية، سنتركها لمخرجات التفاوض في المرحلة الثانية، ومن ستشملهم، سواء من الأسرى ذوي الأحكام العالية والمؤبدات المتبقية، مع العلم أنه تبقى 300 أسير محكومين بالمؤبد داخل السجون قبل طوفان الأقصى، وبعد “طوفان الأقصى” بالتأكيد توجد أعداد أخرى من المؤبدات، أو من المتوقع أن يحكم عليهم الاحتلال الصهيوني بالمؤبد”.
وهذا يشمل الذين شاركوا في عمليات في الضفة الغربية، أو في قطاع غزة، أو الذين شاركوا في 7 أكتوبر، وغيره.
وقال “سنتحدث حول هذه المواضيع كلها في حينه، وبعد المرحلة الثانية والاتفاق على المرحلة الثانية. فمن السابق لأوانه الحديث حول الإبعاد أو التفاصيل الأخرى التي تتعلق بهذه المرحلة”.
زيارة العائلات
لكن هل يسمح الاحتلال للعائلات المبعدين بزيارتهم والعودة إلى فلسطين المحتلة؟
يقول الفاخوري لـ”القدس العربي” إنه “يفترض أن يكون هناك سماح للعائلات بالسفر، وهذا حق طبيعي لأي إنسان أن يكون مسموحًا له أن يسافر، سواء من الضفة إلى الخارج، أو حتى زيارة الضفة الغربية، ولكن الاحتلال كعادته يستخدم هذه الوسيلة كورقة ضغط من أجل التنغيص على الأسرى وذويهم، وهي عقوبة ووسيلة من وسائل العقاب الجماعي الذي يمارسه الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني”.
وأكد أنه “تم الحديث مع الوسطاء على أساس أن يتم حل هذا الإشكال، وألا يمنع الاحتلال ذوي الأسرى من السفر والعودة إلى الضفة الغربية، دون قيود ودون شروط”.
وأشار إلى وجود “حالات منع حاليًا، وكما قلت جار العمل على حل هذا الإشكال من خلال الوسطاء، مع الإخوة المصريين والقطريين”.
أوضاع الأسرى
وبشأن الأوضاع الصحية والإنسانية للأسرى الفلسطينيين الذين يطلق الاحتلال سراحهم، قال الفاخوري إن “الاحتلال الصهيوني يمارس أبشع الجرائم ضد الإنسانية بحق الأسرى العزل في داخل السجون، متجاهلًا كل الأعراف والقوانين الإنسانية والدولية، ولا يملك أي قيمة إنسانية مطلقة. وجميعنا شاهد صور الأسرى كيف يخرجون من داخل سجون الاحتلال في وضع صحي صعب جدًا، والأمراض تأكل أجسادهم، والجوع والتعذيب والإهانات المستمرة”.
الاحتلال يستخدم الاعتقال وسيلة عقاب جماعي، وكذلك يعتقد بأن الاعتقال وسيلة إخضاع لأبناء الشعب الفلسطيني من أجل ثنيه عن مقاومة الاحتلال
ورأى أنها “صورة كفيلة بالحديث عن إجرام الاحتلال وتجاوزه كل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية على وجه الخصوص، وهذه عادة الاحتلال الصهيوني المجرم، وهذا هو الوجه الحقيقي للاحتلال الصهيوني”. وأضاف “جميعنا شاهدنا الفرق في التعامل مع الأسرى الاحتلال، كيف تعاملت المقاومة الفلسطينية مع أسرى الاحتلال الصهيوني، بطريقة إنسانية وحضارية تنم عن أخلاق هذه المقاومة، والتزامها بتعاليم دينها الحنيف، عكس الاحتلال بشكل كبير جدا ومطلق، كما ظهر في صور الأسرى الذين خرجوا من سجون الاحتلال، وشاهدنا هذا الإجرام الذي يمارسه بحق الأسرى داخل السجون”.
اعتقالات بعد 7 أكتوبر
وبشأن الاعتقالات التي يقوم بها الاحتلال يوميا بحق الفلسطينيين والاعتقالات الإدارية، وتجديد أوامر الاعتقال الإداري”، قال الفاخوري إن “الاحتلال يستخدم الاعتقال وسيلة عقاب جماعي، وكذلك يعتقد بأن الاعتقال وسيلة إخضاع لأبناء الشعب الفلسطيني من أجل ثنيه عن مقاومة الاحتلال. ولكن هذه الوسيلة باءت بالفشل سابقا وستبوء بالفشل اليوم وغدًا وفي أي وقت”.
وأشار إلى أن “الاعتقالات مستمرة في الضفة الغربية، وكان متوسط حالات الاعتقال قبل السابع من أكتوبر 17 حالة اعتقال تقريبًا، بشكل يومي، وبعد 7 أكتوبر هناك عشرات حالات الاعتقال تجري بشكل يومي، وهي اعتقالات تعسفية وجائرة، وتتم بشكل لا يوصف، عدا عن الاعتداءات الأخرى سواء على الممتلكات أو المواطنين، أو اعتداءات قطعان المستوطنين، وهذه الجرائم التي يمارسها الاحتلال”.