من الواضح أن حيزا كبيرا من المشهد الحالي في سورية ، هو مقايضة بين عهر الصمت و السكوت عن توغل الصهيوني المحتل في الأراضي السورية ، مقابل اعتراف حلف المشروع الصهيوأمريكي و أذنابه ، بهذه الحكومة ، و المشهد الحالي ليس وليد صدفة بل مشروع تآمري مخطط له مسبقا.
حلف المشروع الصهيوأمريكي ، و خاصة الأمريكي نفسه الذي يصف جميع حركات المقاومة الفلسطينية (التي تمارس حقها المكفول بالقانون الدولي كحركات تحرر)إن كانت إسلامية أو قومية أو اشتراكية بحركات إرهابية بات قريبًا من الاعتراف بهذه الحكومة السورية الجديدة المنبثقة من جبهة النصرة.
الأمريكي الماهر جدًا بإطلاق تهمة الإرهاب ، حتى أنه يعتبر حكومات دول عريقة مثل كوبا و فنزويلا ،حكومات إرهابية ، و الذي سكت أيضا عن وصف الصهيوني الأنوروا بالإرهاب ، و يدعو لمقاطعتها ، يقترب أكثر و أكثر من الاعتراف بهذه الحكومة الجديدة ، لكن لماذا ؟! هل الأمريكي تغاضى عن الإرهاب احتراما لخيار الشعب السوري حيث تروج أدوات المؤامرة الإعلامية ، أن “جولاني” يحظى بشعبية كبيرة ؟! و هي التي كانت قبل شهر تقريبا أعلنت عدم اعترافها بالرئيس الفنزويلي المنتخب مادورو!.. أم أن الأمريكي الشريك في الإبادة في غزة ، قرر أن يكفر عن خطاياه الآن و يصبح حملا وديعا صديقا للشعوب و يريد الوقوف إلى جانب الشعب السوري!؟
المشهد واضح جدًا! حيث أن كل تحركات الأمريكي في منطقتنا مكرسة لخدمة الصهيوني ، و هذه الحكومة السورية الجديدة ، خلقت لخدمة المشروع الصهيوأمريكي ، و هي جزء من أكبر مؤامرة في التاريخ السياسي المعاصر ، المستهدف الأول و الأخير بها المقاومة ، و بدأت من اللحظة الأولى تتخذ إجراءات ممنهجة و عشوائية تضر بالفصائل الفلسطينية و مستقبلها في سورية، و بات أيضا ، الكثير من قادة الفصائل الفلسطينية معرضة حياتهم للخطر ، عدى عن خط الإمداد الذي قطع عن حزب الله ، و القادم أخطر ،هذه الحكومة مما نراه و ما يجري لا نبالغ عندما نقول أنه تم تشكيلها في “تل أبيب” و كيف لا و كل أصدقاء الصهيوني أصدقاء لها و كل حلفاء و داعمي المقاومة الفلسطينية أعداء لها..و نلاحظ أنه كيف سارع أبناء الناتو الأتراك و أبناء قاعدة العديد الأمريكية القطريين لإقامة علاقات مع هذه الحكومة ، التي لم يفوضها أحد و لم يختارها أحد من أبناء الشعب السوري!
الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له تقرير مصيره و ليس غيره ، لكن مَن يجب على الشعب السوري أن يختار و لمن الشرعية؟ عندما يكون الوطن محتل فالشرعية للمقاومة التي تقاوم المحتل ، الجهة التي ستخرج لمقاومة الصهيوني و تحرير الأرض من دنسه و دنس حلفائه هي صاحبة الشرعية لو أنكرها كل العالم … و اليمن و فلسطين أكبر مثال..
أعلم أن الاحتلال الصهيوني يتوغل في أراضينا العربية السورية منذ أكثر من أسبوعين و لم تطلق عليه طلقة واحدة ، و أعلم أن الذين ينتمون إلى الفكر المقاوم مطاردون من قبل الجميع في هذه الأثناء في سورية ، لكن كلنا إيمان أن الشعب السوري بنهاية المطاف سيقول كلمته و يعلم العالم معنى المقاومة و البطولة..و لن يعتبر وجود الاحتلال على أرضه العربية أمرًا طبيعيًا .. أملنا كبير بهذا الشعب العظيم…
قال الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب:
إياك وإن عريت أمام العالم أن تيأس
ثم قتال شرس باق ما بقي الله
ويحتاج سلاحاً وحدود داخل رأسك
احذر أن تزرع “إسرائيل” برأسك
حصن رأسك
وابدأ بسلاح أبيض منه
هجوم بعد هجوم
بعد هجوم يا ولدي
لا نصر بدون هجوم
أو تصبح قوادا دوليا يا ولدي
مفهوم مفهوم يا ولدي مفهوم
أبو الأمير-القدس