في زحام الكلمات والمواقف، يسجل التاريخ دون هوادة تفاصيل الخذلان والذل. عندما يصطفُّ الحق على أبواب الأزمات، ويجد المدافعون عنه ظهور أشقائهم قد استدارت، فإن النداء يتحول إلى صرخة مكتومة لا يسمعها سوى من لديهم ضمائر لم تضعها المصالح على طاولة المزادات.
في الوقت الذي تبدو فيه شعوب غربية متباعدة ثقافيًا وجغرافيًا أكثر إدراكًا للإنسانية، يظلُّ سؤالٌ مؤلمٌ يتردد: أين الموقف العربي؟ تلك الشعوب التي قطعت آلاف الأميال لتعلن تضامنها وتصرخ بالعدل في ميادينها الكبرى، تجبرنا على مقارنة مؤلمة مع واقع عربي تجذرت فيه حسابات المصالح فوق المبادئ، وتوارت القضايا العادلة خلف الجدران العالية للصمت.
إذا كان الدفء الحقيقي يأتي من شعلة الأخوة، فما أبرد ليالي من ينتظرونها!!! والحمد لله على نعمة اليمن ….
أحمد كمال-القدس