جاءت قمة الرياض بمخرجات مهمة ولافتة، كان أهمها الحضور السوري في المشهد بكلمة الرئيس بشار الأسد التي أثنت على المقاومة وطالبت بدعمها وبشجب كل الجرائم الصهيونية على شعوب المنطقة بغزة ولبنان خاصة، كما دعى سيادته لتفعيل آليات الجامعة وعدم الإكتفاء بالشجب والقلق والمقاطعة، و من خلال كلمته أثنى على القادة الشهداء كرسالة لكل مشكك بأن المقاومة عربية وطنية وتسعى لنيل حقوقها الشرعية والقانونية والإنسانية.
كما جاءت كلمة الأمين العام للجامعة العربية السيد أحمد أبو الغيط التي دعى من خلالها بضرورة وقف إطلاق النار في لبنان وغزة وأن لا سلام مع الظلم والقتل، ولكنه كرر عبارة كنت أتساءل مراراً عن مدى ضرورة التمسك بها دوماً في معظم الخطابات على مدى سنوات طويلة وهي إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام سبعة وستين، كما تم ذكرها كالعادة في البيان الختامي للجامعة.
هل لا زالت الجامعة تفكر بعقلية المهزوم أم أنها تحاول إرضاء أميركا والغرب وطمأنتهم على عدم المساس بمشروعهم الإستعماري في المنطقة؟
لا أود أن أتهم الجامعة بأي إتهام، كلنا نعلم بأن الغطرسة الأمريكية ما زالت قائمة، وأن منظمة التحرير الفلسطينية أخطأت أو اضطرت للموافقة على السير بهذا الطريق لهدف ما في وضع ما، ولكن ألا ترى الجامعة ما تمتلكه المقاومة ومدى قدرتها على التحرير؟ أو هل غاب عنها مشهد السابع من أكتوبر؟
أنا لا أكره الناس ولا أسطو على أحدٍ، ولا أبحث عن زلة لأقدم النقد، ولا أسعى لتخوين أحد، ولكن للشعب الفلسطيني موقف واضح على مدى أكثر من عام من الطوفان، أعطى الشرعية للمقاومة في سبيل التحرير الكامل وقدم الغالي والنفيس من الولد والدم والمسكن بل والمأكل والمشرب حتى يتخلص من واقع استمر ستة وسبعون عاماً، ألم يغير هذا كله عبارة تسليم في محضر إجتماع؟
أنا كفلسطيني أرفض الإلتزام بحدود الرابع من حزيران، أنا كفلسطيني أتشوق لدخول فلسطين من الناقورة إلى أم الرشراش ومن النهر إلى البحر، وأنا كغزي خسر ما خسر من العمر والأهل والملجأ لن أسامح بحبة تراب، ولن أصفح.
صلاح الدين حلس-الكويت