هذا الضوء الأحمر هو بمثابة صافرات الإنذار التي تدوي في وسط تل أبيب “يافا المحتلة”، كيف لا وهو أخطر من المقذوفات التي تهدد حياة مجموعة تسكن في منزل أو بناية، هذا الضوء يعلن عن خطر شامل على كل من يقع في مرماه.

نبذة عن الفايروس وأعراضه:

هو فايروس يستهدف بشكل أساسي الخلايا العصبية في الحبل النخاعي وجذع الدماغ الذي يتحكم في حركة العضلات عند المصاب، ولا يؤثر على عامة الخلايا العصبية التي تتحكم في الإحساس، ولكنه إذا ما تعرض له المصاب فإنه أمام عدة احتمالات، وسنذكرها من الأقل خطورة إلى ما يتسبب بحدوث الوفيات:

١- التهاب سنجابية النخاع المجهض وأعراضه:

●حمى

●صداع

●آلام العضلات

●التهاب الحلق

●آلام المعدة

●فقدان الشهية

●الغثيان

●القيء

٢- التهاب سنجابية النخاع غير المسببة للشلل وأعراضه: ●ألم في الرقبة وتيبس

●ألم أو تيبس في الساقين أو الذراعين

●الصداع الشديد

●تيبس العمود الفقري والرقبة

●انخفاض ردود الأفعال اللاإرادية

●ضعف العضلات

٣- شلل الأطفال الحاد:

●الألم الشديد

●الحساسية الشديدة للّمس

●الشعور بالتنميل أو الوخز

●تقلصات أو تشنجات عضلية

●ضعف في العضلات يتفاقم لشلل في الأطراف

وبناء على شدة الحالة قد تتفاقم الإصابة لتشمل:

●شلل العضلات المستخدمة للتنفس

●صعوبة البلع

وبعد أن استعرضنا درجات الإصابة وما يمكن أن ينتج عنها، وجب علينا أن نوضح من أين أتى الفايروس لغزة، وكيف تم اكتشافه وكيفية انتشاره. ينتج الفايروس عن اختلاط مياه الصرف الصحي مع مياه الشرب، وبحسب ما ورد من وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، بالتعاون مع اليونيسف في الثامن عشر من يوليو تموز، ومن خلال عمل فحوص لعينات من مياه الصرف الصحي تبين وجود فايروس شلل الأطفال، أما انتشاره فلم يتم رصد أي حالة حسب ما ورد، ولكن سهولة انتشاره وتفشيه لا شيء يمنعها، خاصة في ظل الحرب، واستمرار مسببات الفايروس، وانعدام المنظومة الصحية، وعدم توفر اللقاحات منذ ما يقارب العام. أما بخصوص طرق العدوى فهو ينتقل من خلال النفس والرذاذ، ولمس الأسطح الملوثة، أو مشاركة المصاب في الطعام أو الشراب. كما أن هنالك احتمالية انتقاله من خلال البعوض والذباب بدرجة أقل. وهذا ما لا يشبه الأمراض الأخرى التي نتجت وانتشرت في حرب الإبادة، مثل التهاب الكبد الوبائي والدزنتارية وغيرها، والتي لم نر معها ذلك الضوء الأحمر، ببساطة لأن الموت هو ما يسعى إليه الكيان وداعموه. بنظرهم “العربي الجيد هو العربي الميت فقط”، وفي هذه الحالة لا يحتاج العدو لعدد أكبر من القنابل لكي يحقق هدفه.

ثم جاء فايروس شلل الأطفال لينال من الجميع، ولا حصانة للكيان فجنوده معرضون له طالما استمرت الحرب، ويمكن أن يصلهم من خلال الأسرى – وجنود ربك كثر – فسارع الكيان لتلقيح جنوده. وبمجرد انتشار خبر العثور على الفايروس في غزة سارعت منظمة الصحة العالمية وعقدت اجتماعاً إقليمياً فوراً، وأعلنت عن إرسال أكثر من مليون جرعة لقاح شلل أطفال لغزة، يتم توزيعها خلال الأسابيع القادمة.

هل استيقظ ضمير العالم؟ أم خشيةُ تعرُّضِ أحدِهم لخطر شفعت لشعبنا حتى ينال حقه في الحياة؟

صلاح الدين حلس_ 🇰🇼 الكويت