الخامس من أكتوبر وجذوة ملحمة الأقصى!

شهداء الكلية الحربية في سورية.. الضباط الخريجون أقسموا ولبوا النداء مباشرة!

هو عامٌ مرّ على يوم الحداد الكبير في سورية بعد أن استهداف غادر تقع وراءه أيادي بني صهيون للكلية الحربية في الجيش العربي السوري أثناء حفل تخريج الطلاب من الكلية

لم يكن تنكيس الأعلام في سورية حداداً مجرداً من توعّد كبير قُرئ في ثنايا البيان السوري الذي قال بأنه سيحاسب من خطّط ونفذ!

كان حملُ نعوش الرفاق على أكتاف إخوتهم مشهدا مزلزلاً.. تجاسرَ رفاق الدرب الذين نجوا ليرفعوا نعوش إخوتهم الشهداء في مشاهد جليلةٍ تهزّ ضمير الأرض؟!
حنانيكِ ياسورية عن أي شيء تدفعين هذه الفاتورة من الدم!
بيانات الشجب والتنديد كعادتها كانت من إخوة التراب في محور المقاومة!
أقسم الطلاب الخريجون قسم الجيش العربي السوري العظيم بالدفاع عن الأرض وحريتها وكرامتها وسيادتها ليلتحقوا بركب المقاتلين على الجبهات وعلى مرأى عيون ذويهم وقادتهم استهدفتهم المسيرات المعادية لتحوّل المشهد إلى مجزرة إرهابية لم يشهد لها التاريخ مثيلا!
أعين السوريين لم تنم.. حرقات القلوب كانت تعلم أن هذه هي ضريبة الدفاع عن المقدسات وكرامة الإنسان.. هي ضربية أن يقول أسد الشام لا جولانَ من دون فلسطين.. وضريبة نهجٍ سياديّ لقائدٍ مؤسس خالد في ضمير الأمة رحلَ ولم يوقع!


كان قادة المقاومة وعلى رأسهم حماس والجهاد قد اجتمعوا إلى قصرِ دمشق والرئيس الأسد يصافحهم على إعدادٍ ما متعلق بنهج المقاومة.
جرى ذلك قبيل الحادثة بأسابيع.. لينتقل الاجتماع من قصر الشام إلى مجلس سماحة السيد حسن نصر الله تقدست روحه في الحضور وفي الغياب..
مشهدان في دمشق وبيروت علّق عليهما العدو الصهيوني بالكثير من القلق ووجهوا التهديدات لدمشق جراء دعمها فصائل المقاومة!


أراد العدو في الخامس من أوكتوبر أن يحرمَ الأمة الحرّة في بلاد العرب من تذكر نشوة السادس من تشرين.. فنُكست الأعلام وساد الحداد!
ولكنّ من يتتبع بيان دمشق التي تحبك حروفها بدقة كان يدرك أن شيئا ما سيحدث قريبا جدا!
نعم قريبا جدا.. لكن لم يتوقع أحد أن يكون فجر السابع من أوكتوبر هو ذلك الموعد!
إننا لانقول بأن ملحمة طوفان الأقصى قد قامت فقط ثأرا لدماء الأبطال الشهداء في الكلية الحربية في سورية ولكن “دمشق بيروت فلسطين” كانت تعدّ ومحور المقاومة لمشهد عظيم.. لم يكن قادة المحور يعلمون أصلا بالموعد.. ولعلّ هذا كان اتفاقا فيما بينهم حفاظاً وحرصاً على إتمام الإنجاز من دون احتمالٍ للاختراق قد يؤدي للفشل!
لم يكن طوفان الأقصى قد شفى جراحات السوريين الذين سرعان ما زغردوا للأبطال في فلسطين وسرعان ما أنقذ الطوفان أرواحهم المكلومة والثابتة بعد ثلاثة عشر عاما من الحرب بسبب موقف سورية كن فلسطين.. وتحول الجرح إلى أمل عظيم بهزيمة الكيان وداعميه.. وأيقظ نشوة الانتصار والفخار وعزز مايربط أبناء التراب بعضهم ببعض…
فكذا ثلاثة عشر عاما تقاتل سورية لأنها رفضت فصل الجولان عن فلسطين ورفضت أم تسلم دمشق الراية ودونها القدس أسيرة ورفضت أن تأكل الخبز الحرام وحرمات الأمة منتهكة..
وكذا كان الطوفان استحقاقا لكل من ناضل وثبت.. ولكل من ضحى واستشهد.. ولكل من قال:
لا أتحرر إلا وأخي حرّ..
ولكل من اعتنق عقيدة الكرامة والمقاومة!


اليوم ذكرى عام لا على الألم كما أراد العدو.. وإن كنا نقف دقيقة صمت أمام أرواح شهداء الكلية الحربية فإن عقيدة هؤلاء الأبطال ورفاقهم وعقيدة جند المحور الذي يعيش أعظم مرحلة في الزمان وعقيدة أرض تيممت بدماء الشهداء جميعا من سورية إلى فلسطين ولبنان واليمن والعراق وإيران ثم توضأت وضوءا تاماً بروح سماحة اليقين القائد الأمين حاضرا وغائبا السيد حسن نصر الله.. هذه العقيدة تستوجب منا أن نحول كل دقيقة وكل ثانية إلى رصاصة في صدر العدو اللقيط والزائل!
في دمشق اليوم.. يجتمع إلى قصر أسد الشام وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولغةُ الرئيس الأسد كما عهدناها صارمة حازمة..
فإذا كانت المقاومة الإسلامية الحبيبة في لبنان روح السيد وتقاتل تحت نداء “لبيك يا نصر الله” مكبدة العدو خسائر لم يحلم بها في أسوأ كوابيسه
وإذا كان “الوعد الصادق٢” الذي أعاد الكيان الصهيوني سبعين عاماً إلى الوراء قد سبق اجتماع إيران إلى قصر أسد الشام… فماذا بعد ذلك؟!!
أيجتاحُ العدوّ أم نعبر؟!
أم أن مايتم تحضيره أكبر من ذلك بكثير؟!

رئيس التحرير

أ. فاطمة جيرودية – دمشق