شيّعتُ فيكَ قلبي والوطن…
كانوا من حولي يبكون وكنتُ أواسيهم.. كالأمّ الثكلى أجمعُ أجزاءَ المشهد.. ألملمُ وعودَ النصرِ وأسمعُ صوتك في الخطابات.. أضمّ صورتك إلى صورة السيد الرئيس.. أرفعُ يدَك فأُسقطِ بها طاغوتا من الأعداء.. أرفعُ يده فأرسم تارة سياجاً وتارة أخرى نفقاً بين قصره وبين مقرّك.. أسمع قولك “إذا سقطت سورية ستُحاصر المقاومة” فأملأُ الأنفاقَ بكلِّ عتاد.. أسمع صوته “عدوّنا غبي وأحمق” فأغيّرُ خارطةَ مكانِك في التاسع والعشرين.. أسمع صوتَك “لو اقتضى الأمر أن أذهب أنا حسن نsر الله إلى سورية فسأذهب” فآتي بك على براقِ النجدةِ حيثُ أخيك…!
كالأم الثكلى تجمع أشلاء شهيدِها.. وترتّل باكية تتوسّل “قل يحييها الذي أنشأها أول مرة”
كانوا من حولي يبكون… وكنت أواسيهم!
“هذا النعش محضُ جنون محضُ فنون محضُ سرابٍ في داخلِه حلمُ عدوٍّ.. حاشا سيّدَنا فيه يكون”
وصاروا أكثر يبكون.. ثم تلاها موجة ضحكٍ بجنون!
أكلامي يضحك حقاً ؟!.. مما تهزأون؟!
من ثكلى تجمعُ أشلاءَ الأبناء؟!
من أمّ تدعو كلّ سماء؟!
من أختٍ ترجو رفع بلاء؟!
أبنائي أنا ليسوا يموتون!
حسنٌ يتربّصُ يوم القدس
والأسدُ يأخذُ من إبراهيمَ الفأس!
نعشٌ وغيابٌ وبَنون.. أيتامٌ يبكون.. يُعلون الصوتَ ومحضُ غياب.. لا ردّ.. ولا حرفَ.. ولا جواب!
كانوا من حولي يبكون.. وكنت أواسيهم!!
هذا السيّد ضدّ الموت.. لا يخترقه الرصاص.. ولا أطنان القتل.. هذا السيّد يحمي الصوت.. يحمل صوت.. يوصل صوت
هذا السيّد بوح محمد.. بيديه طريق القدس تعبّد
هذا المسجد هذا المحراب وهذا المعبد!
أسمعتم عن بيتٍ لله يموت؟!
هذا السيّد ليس يموووووت
هذا السيّد ليس يمووووووت
هذا السيّد ليس يمووووووووت
ظنوا فيّ لسعَ جنون.. أو خافوا أن أفقدَ إيماني
أصررتُ تحديت بحدسي:
ستأتي إشارة.. ستأتي علامة.. ستأتي بشارة:
لاح الظل فوق الظل
نورٌ يعلوه نورٌ ويُطِل
لاح السيد يضحكُ لي.. وعلم بلادي أخيرا هلّ
وفقزت جمعتُ شمل الصورة
وهتفتُ كطفلةٍ من وحيٍ أتاها مذعورة
هذي السورة فوق السورة
آياتُ الله المشكورة
لاح السيّد يضحك لي.. وعلمُ بلادي أخيرا هلّ
رتّل لي سرّ المعمورة
وترضّى جموعاً معفورة
لا تبكوا يا أبنائي فإني
سأعود برايات النصر
وعلم شقيقي يأخذ مني
وعداً ببزوغٍ للفجر
لا تبكي بنتي المغدورة
سنعود لنحيي قول الله
“سنعيدها سيرتَها الأولى”!
زنوبيا الشام_جنيف
