وزير الخارجية والمغتربين بسام صباغ في بيان سورية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: تنعقد الدورة الـ 79 للجمعية والتوتر الدولي يبلغ ذروته وجهود صون السلم والأمن الدوليين تواجه تحديات وأخطاراً حقيقية فالأزمات تتوالد والنزاعات تتفاقم والفوضى تنتشر والإرهاب يتفشى والاقتصاد العالمي يتعثر ونسب الفقر تزداد

ابدلاً من جني ثمار منجزات التقدم العلمي لخدمة الحضارة الإنسانية ورفاه الشعوب نشهد استخداماً مخزياً للتقانات الحديثة لتصبح أداة فتاكة لنشر القتل والدمار، وعوضاً عن استثمار جهودنا ومواردنا لتحقيق التنمية المستدامة نرى إمعاناً لدى البعض في سياسات نهب موارد الدول وسرقة ثروات الشعوب.

سورية تعرضت لحرب إرهابية شرسة وعدوان مباشر ومستمر على أراضيها وحصار اقتصادي خانق متعدد وتحريض سياسي وإعلامي غير مسبوق وتم إنفاق أموال طائلة لنشر الفوضى وتقويض الأمن والاستقرار فيها ودفع الملايين من مواطنيها خارج بيوتهم إما نازحين في وطنهم أو لاجئين في دول أخرى

استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية منذ 1967 بما فيها الجولان السوري وارتكابه جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب لا يزال شاهداً ماثلاً على إخفاق الأمم المتحدة في إنهاء هذا الاحتلال العنصري التوسعي ويمثل دليلاً دامغاً على منع الولايات المتحدة مجلس الأمن من تحمل مسؤولية مواجهة التهديدات التي تطال السلم والأمن الدوليين

سورية تدين بشدة العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وتجدد وقوفها إلى جانبه في نضاله لتحرير أرضه المحتلة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وضمان حق اللاجئين بالعودة وتشدد على ضرورة محاسبة “إسرائيل” عن جرائم الحرب التي ترتكبها

سورية تطالب الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالعمل على وضع حد للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وسورية ولبنان ومساءلة الاحتلال عن جرائمه وضمان عدم إفلاته من العقاب

سورية تشدد على أن الجولان أرض سورية محتلة وسكانه مواطنون سوريون كانوا وما زالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من الشعب السوري قاوموا على مدى عقود الاحتلال


لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قواتها العسكرية بشكل غير شرعي على الأراضي السورية ودعمها لميليشيات انفصالية وتنظيمات إرهابية

سورية تجدد مطالبتها بالرفع الفوري والكامل وغير المشروط للتدابير القسرية الانفرادية لما تمثله من عقاب جماعي للشعوب، وإرهاب اقتصادي لها، وانتهاك سافر لميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي

الحكومة السورية تواصل التصدي لما تبقى من التنظيمات الإرهابية بهدف إنهاء معاناة السوريين في المناطق التي مازالت تسيطر عليها، كما أنها تتبع مسار المصالحات الوطنية والتسويات المحلية، وتدعم الوصول الإنساني وتقديم التسهيلات الكفيلة بذلك

سورية تتعامل بانفتاح مع كل الجهود والمبادرات التي طرحت في إطار المسار السياسي، وتلتزم بالحوار والدبلوماسية كأساس لمسار تصحيح علاقات الدول الأخرى مع سورية

سورية تتطلع نحو المستقبل بكل أمل وتفاؤل إلا أن نجاح جهودها يستلزم بالضرورة كف الغرب الجماعي عن تسييس العمل الإنساني وربطه بالمشروطية السياسية ووفاء المانحين بتعهداتهم في التمويل الإنساني وتوفير حلول مستدامة لسبل العيش

سورية تطالب بالرفع الفوري لجميع الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي يفرضها الغرب عليها وعلى عدد من الدول، وتؤكد على ضرورة كفّه عن محاولات التدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول واحترام سيادتها وقرارها الوطني المستقل

سورية تدعو دول العالم للتحلي بالشجاعة واتخاذ القرار الصائب الذي يضمن حاضراً ومستقبلاً أفضل لنا وللأجيال القادمة وينقذ البشرية من ويلات حروب كبرى تلوح في الأفق من خلال دعم بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب أكثر عدلاً وتوازناً