أشار النائب عز الدين إلى أن العدو فشل خلال الحرب في تحقيق أهدافه بسحق المقاومة ونزع سلاحها وإقامة منطقة عازلة ‏جنوبي نهر الليطاني، وبتحقيق أطماعه التي تتخطى هذه المنطقة إلى مجرى نهر الأولي والسيطرة على لبنان بأكمله، مشددًا ‏على أننا لا نحتاج اليوم إلى إذن أو إجازة من أحد لندافع عن أرضنا وكرامتنا ووطننا، ولذلك نحتفظ بحقنا في المقاومة، خاصة ‏وأن العدو يصعّد في عدوانه ويسعى لتحقيق ما عجز عنه خلال الحرب في الميدان، وهو متفلّت من أية ضوابط وقيود.‏

ولفت النائب عز الدين إلى أن أطماع العدو الإسرائيلي التوسّعية لا تقف عند الحدود التي يتحدث عنها، وأن ما يمنعه من تحقيقها ‏هو قدرة المقاومة التي يسعى للقضاء عليها لأنه يعرف أنها تشكّل عنوان قوة لبنان، معتبرًا أن ما يمكن أن يعتز به أي لبناني ‏اليوم هو هذه القدرات والإمكانيات التي تملكها المقاومة للدفاع عن اللبنانيين.‏

وقال النائب عز الدين: الجيش الوطني اللبناني يريد أن يقاتل العدو الإسرائيلي ولكنه يحتاج إلى قرار سياسي من الحكومة، وهذه ‏البيئة التي نعتبرها مجتمعًا مقاومًا كان الإمام موسى الصدر يسعى دائمًا ويطالب الدولة والحكومة — إذا كانت لا تريد أن تقاتل ‏بنفسها — بضرورة إنشاء ملاجئ لها وتسليحها والسماح لها بالقتال، وهي اليوم تتعرّض لمزيد من الضغط الاقتصادي والنفسي ‏والأمني والعسكري، من ضمنه ما شهدناه من غارات واعتداءات طالت عدة قرى كطيردبا وعيتا الجبل وكفردونين والطيبة ‏وزوطر الشرقية، بهدف بثّ الرعب في نفوس أهلها.‏

وأضاف النائب عز الدين: المقاومة لن تخضع لكل هذا التهويل، ولكن للأسف في الوقت الذي كان من المفترض أن يجتمع ‏اللبنانيون في الداخل لمواجهة الخطر الخارجي المتمثّل بالعدوان المستمر على أهلنا، نجد أنه وبسبب تركيبة بلدنا هناك من ‏يتماهى مع العدو، ولكن هذا التماهي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الصمود، لأن العدو عندما يرى أن في المقابل جبهة صامدة ‏وثابتة، سيتراجع ويذهب إلى خيارات أخرى.‏

وفي ما خصّ ملف إعادة البناء والإعمار، أشار النائب عز الدين إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول فرض حصار شامل ‏على وصول الأموال إلى لبنان تمامًا كما تمارس الحصار عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا، ولكن هذا الأمر نجد له حلولًا، وإذا لم تقم ‏الدولة بواجباتها ومسؤولياتها في التعويض علينا كمواطنين لبنانيين يُستهدفون في عدوان إسرائيلي على وطنهم، فإننا لن نترك ‏أهلنا، وهذا عهد قطعه سماحة السيد الأسمى الشهيد السيد حسن نصر الله بأن نعيد بناء هذه القرى التي هُدمت، سنعيد إعمارها ‏كما فعلنا بعد عدوان تموز الألفين وستة، وهو عهد ما زال قائمًا وسيتحقق رغم الظروف الصعبة التي نمرّ بها.‏