محمد ذياب المصري اسم قضَّ مضاجع الأعداء وأتعب رفاق السلاح، محمد الضيف أبو خالد القائد العسكري في كتائب عز الدين القسام وصاحب الفضل في إعداد وإنتاج الطوفان، هو ابن مخيم خانيونس وصديق السنوار الشهيد يحيى وأخوه محمد منذ ريعان الشباب.

حاول الكثيرون ذكر سبب تسميته بالضيف، بعضهم أصدقاء وبعضهم أعداء، قال الأصدقاء بأنه سمي بالضيف لكثرة تنقله هو وأسرته وقال آخرون بأنه ما حلَّ على جغرافيا إلا وقد أُنشِئت فيها خلايا مقاومة أنهكت العدو فكان مثل زاريف الطول يهرع لكل قرية ليمدهم بالسلاح ويشاركهم بالقتال، أما العدو فقد صرح مرارًا عن أن الضيف هو رأس الأفعى التي إذا ما حلت في أرض صارت وبالاً عليهم وعلى كيانهم، بل إن إعلامهم سرب معلومات خلال الطوفان حول انتقاله من غزة إلى سورية حين كانت ضمن المحور ومن ثم انتقل إلى الصين وكوريا الديمقراطية بل إنهم وجدوا آثار الضيف في موسكو.. كل هذا قبل أن تعلن كتائب القسام عن حصولها على سلاح نوعي جديد “السهم الأحمر” صيني الصنع.

كان ولا يزال لغزاً عجزت عن حله كل استخباراتهم، قالوا بأنه مصاب وعاجز عن الحركة وعن النظر، وأعلنوا مراراً أنهم قاموا باغتياله وكان دومًا يخرج من فم الموت حتى وصل بهم الحال أن ظنوا بأنه عصيٌ على الموت وأنه بعدَّةِ أرواحٍ.

في ظلِّ كل هذا التطور التكنولوجي وانتشار وسائل التصوير في البيت والشارع وفي كل مكان، عجزت استخبارات العدو ومن معها أن تحصل على صورة حديثة له أو على بصمة صوت أكيدة له.

نعم كان ضيفًا ما استطاع أحدٌ تنبؤَه أو تنبؤ قدومه، وما توقعنا رحيله أيضًا.

فقدت المقاومة قائدًا لا يكترثُ للمجد الشخصي ولا لأن يحظى لشكرٍ، فكان زاريف الطول وكان الحمزة ولكن لشدة زهده في الدنيا فضَّل أن يكون الضيف وغادرنا بعد أن نصر أهلنا وأمتنا وأيضًا دون أن يكبِّد رفاق السلاح بكاءً خلال المعركة على فقده، عاش في الظلِّ وارتحل كالنسمة الهادئة العطرة.

فعلى روحك السلام يا ضيف..

صلاح الدين حلس