رصد مركز صدى سوشال خلال شهر أكتوبر 2024، 930 انتهاكًا رقميًا ضد المحتوى الفلسطيني على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

وأوضح المركز في بيانٍ له، أنّ هذه الانتهاكات توزعت كالتالي: 48% على منصات شركة ميتا (فيسبوك وإنستغرام)، 24% على تيك توك، 11% على منصة إكس، 14% على يوتيوب، و3% على ساوند كلاود.

ومن جانب آخر، رصد صدى سوشال انتشار محتويات رقمية على منصات التواصل الاجتماعي يظهر فيها جنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يوثقون جرائم مروعة ضد المدنيين الفلسطينيين. تشمل هذه الانتهاكات عمليات قتل وتعذيب وتدمير للمنازل، مع تسجيلات لجنود يتفاخرون بجرائمهم على الفضاء الرقمي، مما يعزز لديهم الشعور بالانتصار والتفاخر، ويشجع على ارتكاب المزيد من الجرائم في ظل غياب أي محاسبة حقيقية.

وفي خطوة متصلة بالتحريض الرقمي، أدان مركز صدى سوشال حملة التحريض التي يقودها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد صحفيي قناة الجزيرة في قطاع غزة.

وقال المركز، إنّ هذه الحملة تأتي في سياق سياسة متواصلة تستهدف إسكات الإعلام الحر والتغطيات التي تكشف الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين، وتزامنت هذه الحملة مع منشورات تحريضية على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة على حسابات المستوطنين وصفحات المجموعات المتطرفة على تطبيق تلغرام، مما يشكل تهديدًا مباشرًا على حياة الصحفيين ويهدف إلى ترهيبهم ومنعهم من أداء دورهم في كشف الجرائم والانتهاكات.

كما رصد المركز استمرار قطع الإنترنت عن شمال قطاع غزة، مما يعوق تواصل الفلسطينيين مع العالم الخارجي ويعطل حياتهم اليومية، في سياق ما يمارسه الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث شهد قطاع غزة قطعًا متكررًا ومتعمّدًا لخدمات الاتصالات والإنترنت من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تجاوزت فيها عدد حالات الانقطاع كامل 16 مرة على الأقل، غير مرات القطع الجزئي في بعض المناطق.

وفي إطار آخر، تابع مركز صدى سوشال للحقوق الرقمية خططًا تناقش بين الاحتلال الإسرائيلي وشركة أمريكية خاصة تُدعى “Global Delivery Company” (GDC)، مؤكدًا أنها تمثل خططًا لجرائم حرب. تتعلق هذه الخطط بإنشاء مناطق مغلقة في قطاع غزة تخضع لمراقبة بيومترية صارمة بحجة “تأمين” وصول المساعدات الإنسانية. تتضمن هذه الخطة نشر نقاط تفتيش مجهزة بأنظمة متقدمة لقياس البيانات الحيوية مثل التعرف على الوجه، وبصمات الأصابع، والتحقق الصوتي.

وأضاف أنّ هذه الإجراءات تعني أن مرور الفلسطينيين سيكون مشروطًا بالخضوع لهذه الفحوصات، مما يخلق مخاطر إضافية على حياة السكان ويضع المزيد من القيود على وصولهم لاحتياجاتهم الأساسية. يعتبر المركز هذه الخطط نموذجًا خطيرًا لاستخدام التكنولوجيا البيومترية كأداة لخلق نظام عزل ضمن سياقات للتطهير العرقي. كما أشار المركز إلى تقارير تربط “GDC” بشخصيات عسكرية سابقة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بما في ذلك أفراد مرتبطون بشركة “بلاك ووتر” الأمنية المثيرة للجدل.

وأكد مركز صدى سوشال ضرورة التصدي لهذه الانتهاكات والجرائم الرقمية، مطالبًا المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية بالتحرك الفوري لحماية حقوق الفلسطينيين ووقف السياسات العدوانية التي تهدد حياتهم وكرامتهم.